مسرح الحياة

  • تاريخ النشر: الأحد، 18 أبريل 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 14 سبتمبر 2022
مسرح الحياة
بقلم- ماجدة الصباح

رغم علمنا  بقصور عقولنا عن فهم ومعرفة عظمة الله تعالى على وجه التفصيل، بيّن لنا الله عزّ وجلّ صوراً من عظمته بشكلٍ يتناسب مع عقل الإنسان..
إلا أني لا شعورياً أجد نفسي أتفكر كثيراً في عظمة الخالق أوليس التأمل من جلّ العبادات الروحية ..

قف دقيقة تلفت حولك تبصر بنفسك، كيف تغفل عن قدرة ربك في أن يضع في قلب وعقل كلٍ منا ما يشغله ويعنيه، كيف تكون لكل هذه الأرواح السائرة على الأرض أسرارها المتفردة، وكيف تجد كل هذه العقول المتدبرة في الكون ما يلهيها ، الأعظم من هذا وذاك كيف تتقاطع قصصنا وطرقنا بعضها ببعض بتناغم أو بتنافر..

شاهدي أيضاً: شكراً أمي..



نستيقظ كل يوم لنجد أدوارنا تنتظرنا للقيام بها، هل فكرت يوماً أن تقوم بمعالجة دورك درامياً رغم ضجرك من تكراره؟  أو هل فكرت يوما أن تلون بهتان أداءك رغم حفظك للنص؟

تصعد أرواحنا ونحن نيام وتعود لنا لنكمل المسير رغم غموض المستقبل  المحيط بنا .. بكل استسلام نؤمن أنه لا مفر من القدر،  لكن لا بأس فهنا تكمن الحكاية كلها! وأكاد أجزم إنه سر من أسرار الحياة، فجميع أدوارنا على الأرض هي رسالتنا وحملنا الثقيل الذي وُكِلنا للقيام به على أكمل وجه..

قد يشتكي ملك من ثقل تاجه ويئن من مهامه الجسام، وعامل يكّد في عمله وبإيمانه يتخطى الأعباء الثقيلة المتناثرة حوله.. هي هكذا لا أحد خال من المسؤولية، حتى من استغنى وحطم دوره ستخلق له الحياه دور آخر. هنا على هذه الأرض حتى السكون تكمن فيه كل الحركة..



قد أسرح بخيالي وأعلن متسائلة ، لو كانت أرواحنا تستيقظ كل يوم في جسد مختلف ونعيش حيوات عِدة في حياة واحدة؟ ولكن أعلم استحالة حدوث ذلك لحكمة إلهية تفوق قدرتنا، ونعم يجب أن نكمل المسير مهما طال الطريق أو ظل، فمهما بلغت قوّتنا ونفوذنا؛ فلا بُدّ وأن نتواضع، لأن الذي أعطانا  قادرٌ على سلبنا ما أعطانا اياه ببساطة.

رغم كل ذلك كم هو عادل مخرج هذة المسرحية فالنهاية واحدة للجميع!
فلنركز على وضع أفضل ما لدينا اليوم ولنسعى في مساعدة أحدنا الآخر .. هو وقت و سينتهي..

هذا شهر مبارك في وقت عصيب نمر به.. لنبتدع أدوارنا ونكثف تواصلنا مع من يحتاجوننا، ولنتفكر أكثر فالعبادات الروحيه غنية و مثرية ..

قال تعالى -:” إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ ( آية :190)،



وماذا أجمل من خلق الخالق لنتأمله؟! فالتأمل حالة عميقة من الاسترخاء والشعور بالطمأنينة، حيث يتركز انتباهنا وتنتظم سلسلة الأفكار المشوشة التي قد تجعل عقولنا مزدحمة فتسبب لنا الضغط العصبي، فيسري الشعور بالهدوء والسلام والتوازن في أرواحنا وتنتفع كلاً من صحتنا النفسية والعامة ككل.

اجدد قراري فعلياً كل يوم للبدء بممارسة التأمل فربما ولجت الى عوالمه الخفية بيُسر،  وعلني أقرأ في هذا الكون العظيم بعض الأسرار ويتكشف لي المزيد من حب الله لنا. ليس هناك تواصل أسمى و أجمل من تواصلنا معه. وممّا لا شكّ فيه أنّ أصحاب العقول النيرة هم الذين يتأملون الكون فيُدركون عظمة الله تعالى.

متى نفيق من غفلتنا؟؟