الطريقة السليمة لارتداء الكمامة ومدى فعاليتها في الحماية من كورونا

متى يكون ارتداء الكمامة ضرورياً؟ ما الطريقة السليمة لارتداء الكمامة؟ ما دلالة لون كل جانب من جوانب الكمامة؟ ما نوع الكمامة الأكثر فعالية للوقاية من كورونا؟

  • تاريخ النشر: الإثنين، 30 مارس 2020 آخر تحديث: الأربعاء، 15 سبتمبر 2021
الطريقة السليمة لارتداء الكمامة ومدى فعاليتها في الحماية من كورونا

منذ تم الإعلان عن فيروس كورونا (COVID-19)، والذي صُنف مؤخراً من قبل منظمة الصحة العالمية كوباء عالمي، بدأ يتزايد ارتداء القناع الطبي، وهو ما يُسمى باللغة العامية "كمامة"، خاصة أن كورونا من الفيروسات التي تصيب الجهاز التنفسي، لكن طريقة انتقاله، جعلت ارتداء الكمامة أحياناً سبباً في الاصابة به، أكثر من الوقاية منه، وذلك إما نتيجة الاستخدام الخاطئ لها، سواء في ارتدائها أو خلعها، أو  باختيار النوع غير الصحيح.
في هذا المقال سنتناول الحالات التي يجب ارتداء الكمامة وفقاً لها، والطريقة السليمة لاستعمال الكمامة، واختيار الجانب الصحيح عند ارتدائها.

الكمامة وحدها لا تقي من كورونا، ومتى يجب أن ترتدي الكمامة؟

بدأ استخدام الأقنعة الواقية لدى البشر، في القرن الأول الميلادي، حيث كان يرتدي عمال المناجم جلود الحيوانات للحماية من غبار أوكسيد الرصاص الأحمر، ثم تطورت إلى القماش المبلل بالماء، وصولاً إلى ابتكار أول قناع طبي في أواخر القرن الثامن عشر، وهو الشكل الأقرب للكمامة ذات الوجهين (الأبيض والملون) التي يرتديها العاملون في المجال الطبي، وبسبب رواج هذا النوع من الكمامات في حياتنا اليومية، أصبح ارتداؤها شائعاً، عند انتشار أي وباء يصيب الجهاز التنفسي، سواء من قبل الأشخاص السليمين أو المصابين، لكن هذا الأمر يختلف بالنسبة لفيروس كورونا، الذي ينتقل بشكل أساسي عن طريق القطيرات التي يفرزها الفرد المصاب أثناء السعال أو العطاس، سواء بشكل مباشر، أو غير مباشر، عن طريق لمس الوجه باليدين، بعد ملامستها لأي سطح ملوث بالفيروس.
حيث أكدت منظمة الصحة العالمية من خلال موقعها الرسمي على الإنترنت، أنه لا حاجة لاستخدام الكمامات من قبل الأشخاص الأصحاء، وأوضحت أن من عليهم ارتداءها:

  • المصابون بفيروس كورونا.
  • الأشخاص الذين على اتصال وثيق بالمصابين أو العاملون في مجال الرعاية الصحية.
  • من يتواجدون فى منطقة ينتشر بها كورونا.
  • المصابون بأعراض الحمى ولديهم سعال وعطاس.
  • ضعيفو المناعة، أو من يعانون من أمراض مزمنة.

ونوّهت المنظمة إلى أن ارتداء الكمامة من قبل الأشخاص السليمين، لا يكون فعالاً إلا إذا اقترن بتنظيف الأيدي بالماء والصابون بشكل منتظم، أو فركهما بمطهر كحولي، وبالتالي إذا أردت أن ترتدي الكمامة،عليك تعلّم الطريقة السليمة لارتدائها والتخلص منها.

الطريقة السليمة لارتداء الكمامة

ينتشر فيروس كورونا بشكل أساسي عن طريق الرذاذ الذي يخرج من الشخص المصاب أثناء السعال أو العطاس، بالتالي لا يستطيع أن ينتقل إلى مسافات بعيدة في الهواء بسبب ثقله، ما يعني أن الفيروس إما أن يصل مباشرة إلى الشخص السليم، أو بشكل غير مباشر، من خلال ملامسة اليدين للأسطح الملوثة بالفيروس، ثم وضعها على الأنف أو الفم أو العين، بذلك يصبح ارتداء الكمامة إن تم التعامل معها بشكل غير صحيح، سبباً في زيادة احتمال العدوى به، لذا عليك اتباع عدداً من الخطوات في كل مرة ترتدي بها الكمامة، وهي:

  • اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو افركهما بمطهر كحولي، قبل ارتداء الكمامة.
  • تأكد من أن الكمامة تغطي أنفك وفمك بشكل كامل، وأنه لا يوجد فراغات بين وجهك والكمامة.
  • تجنب لمس الكمامة أثناء استعمالها، وفي حال لمستها، اغسل يديك بالماء والصابون، أو عقمهما بمطهر كحولي.
  • استبدل الكمامة بآخرى جديدة بمجرد تعرضها للبلل، ولا تعيد استعمال الكمامات المعدة للاستعمال مرة واحدة.
  • احرص على نزع  الكمامة من الخلف (لا تلمس مقدمتها)، وتخلص منها فوراً برميها في حاوية مغلقة، ثم اغسل يديك بالماء والصابون لمدة لا تقل عن 20 ثانية، أو عقمهما بمطهر كحولي.

أي نوع من الكمامات هو الأكثر فعالية في الحماية من كورونا؟

تعد الكمامتين الطبية ذات الوجهين (الأبيض والملون) و N95، من أكثر الأنواع استخداماً في جميع بلدان العالم، لكن عند المقارنة بينهما، حول أيّا منهما أكثر فعالية ضد كورونا، تكون الكمامة N95 هي الأفضل، حيث يعتبر العديد من الأطباء أن سلبيات الكمامة الطبية، تتلخص في أنها لا تغطي الأنف والفم بإحكام، ولا تمنع دخول الجزيئيات الدقيقة الموجودة في الهواء، على عكس N95 التي تزيل على الأقل نسبة 95% من الشوائب والجزئيات العالقة في الهواء، وتؤمن تغطية مُحكمة للأنف والفم.

فقد أكد مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، في الولايات المتحدة الأمريكية، أن الكمامة N95 أكثر سماكة، وتعمل على تصفية الجزيئيات التي يبلغ قطرها 0.3 ميكرون.

كما أكد الدكتور ديفيد كارينجتون لـ BBC أن "الأقنعة الطبية فضفاضة للغاية، وغير فعالة ضد الفيروسات أو البكتيريا التي تنتقل عبر الهواء"، منوهاً إلى أنها بالرغم من ذلك، تقلل من احتمال الإصابة بالفيروس، عبر منع الرذاذ الناتج عن العطاس أو السعال من الوصول إلى الأشخاص الأصحاء.

أما أخصائي الأمراض المُعدية جوزيف تسانغ، فقد ناصر في تصريحه لمجلة Time الكمامة الطبية، وأشار إلى أن "الطبقات الثلاث التي تتكون منها الكمامة، تساهم أيضاً في تقليل انتقال الرذاذ من الشخص المصاب للسليم"، مؤكداً أن ارتداء الكمامات على اختلاف أنواعها، يلعب دوراً في تقليل فرصة انتقال العدوى من أو إلى الأفراد.

فيما قال الدكتور جيك دونينج، رئيس الأمراض المعدية وحيوانية المنشأ في الصحة العامة بإنكلترا، أنه "يجب تغير الكمامة بشكل متكرر مهما كان نوعها"، لافتاً إلى أن ارتداء الكمامة الطبية يجب أن يتم بالشكل الصحيح.

كيف أختار الجانب الصحيح عند ارتداء الكمامة الطبية

كما ذكرنا سابقاً، تعد الكمامة الطبية ذات  الوجهين، من أكثر الأنواع شيوعاً بين عامة الناس، لكن العديد منهم لا يعلم أن لهذا التصميم سبب، ولكل لون دلالة، فالجانب الأبيض مصمم لاستقبال هواء الزفير وحجز الأبخرة والرذاذ الذي قد يخرج معه، ومنع مرورهم للخارج، أما الجانب الملون والذي يكون في الغالب إما أرزق أو أخضر، فهو مصمم من ثلاث طبقات، تعمل الوسطى منه على تصفية الهواء الداخل من خلال السائل الذي تحتويه.

لذلك عندما يكون الشخص مصاباً بأحد أمراض الجهاز التنفسي، عليه ارتداء الكمامة بحيث يكون الجانب الأبيض ملاصق لوجهه، كي يمنع انتشار الميكروبات للخارج، وانتقال العدوى للآخرين.

أما في حال كان الشخص سليماً، فعليه ارتداء الكمامة بحيث يكون الجانب الملون ملاصق لوجهه، كي يمنع وصول الفيروسات والبكتيريا إليه.

ختاماً.. احرص عند ارتداء الكمامة، أن تكون على علم ودراية بطبيعة المرض الذي تتعامل معه، كي تختار النوع الأكثر فعالية اتجاهه، وتخلص منها عندما تتعرض للبلل، أو يتشوه شكلها، واستبدلها دورياً، ولا تتشارك بها مع أي شخص آخر، وحافظ على نظافة يديك باستمرار من خلال غسلهما أو تعقيمهما بشكل منتظم.

تم نشر هذا المقال مسبقاً على بابونج. لمشاهدة المقال الأصلي، انقري هنا