عرض لويس فويتون... ابداع واحتجاج

  • تاريخ النشر: الأحد، 10 أكتوبر 2021
عرض لويس فويتون... ابداع واحتجاج

بقلم: نورا السويطي

قام عدد من المتظاهرين بقطع عرض لويس فويتون لربيع وصيف ٢٠٢٢ الذي أقيم في متحف اللوفر في باريس من خلال السير على منصّة العرض مع لافتة كتب عليها "الاستهلاك المفرط = الانقراض"، بهدف تسليط الضوء على الجانب المهدر في صناعة الأزياء. المتظاهرين هم مجموعة من الناشطين في مجال حماية المناخ والبيئة ويمثلون الجمعيات التالية Les Amis de la Terre و Youth For Climate France و Extinction Rebellion France.

على الرغم من التواجد الأمني ​​الهائل في متحف اللوفر، استطاعت متظاهرة في مجال التغيير المناخي من منظّمة "أصدقاء الأرض في فرنسا" أن تشق بطريقة ما طريقها إلى منصّة العرض. بعد أن تمكنت من جعل موقفها معروفًا ومسموعاً بكل وضوح، تمت إزالة المتظاهرة بالقوة.

عرض لويس فيتون

واستطاع متظاهر آخر السير بضع خطوات على المدرج في ممر متحف اللوفر، ولكن سرعان ما تعامل أحد الحراس مع المتظاهر بدفعه بقوة إلى الخارج قبل اقتياده بعيدًا. كما تجمع المتظاهرون خارج متحف اللوفر.

هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها اقتحام منصّة العرض خلال اسبوع الموضة لعكر صفو العرض بغرض توصيل رسالة معينة أو ببساطة لإفساد العرض مثلما حدث في عرض شانيل لربيع وصيف ٢٠٢٠ قبل عامين، حين اقتحمت الـ"يوتيوبر" الفرنسيّة ماري بينولييل المعروفة أيضاً باسم ماري سانفيلتر منصّة العرض و قامت عارضة الأزياء الشهيرة جيجي حديد بالتصدي لها وإخراجها من المنصة. أيضاً خلال أسبوع الموضة في باريس في سبتمبر ٢٠٢٠، تعرضت دار الأزياء ديور لحادثة مماثلة لما حدث في عرض لويس فويتون خلال عرض ربيع ٢٠٢١.

احتجاجات في عرض لويس فيتون

حيث نشرت كاترينا مينث، مديرة قسم الأخبار مجلة فوغ العربية، مقطع فيديو على الانستغرام لمتظاهرة، وعلّقت قائلة "عرض ديور الرائع اليوم ينتهي بإعلان من متظاهرة: نحن جميعًا ضحايا الموضة. ولكن لم يرمش أحد بعينه. يُظهر الفيديو امرأة تحمل لافتة كتب عليها "كلنا ضحايا الموضة".

كل هذه الأحداث تحدث ضجّة إعلاميّة كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي خاصة عندما يتم استهداف العلامات التجارية الكبرى، وهي طريقة مثلى للناشطين لزيادة الوعي حول قضايا مهمة ولا أراه بالأمر السيئ، ولكن هل الجمهور الذي يحضر ويعشق اسبوع الموضة يهتم بمثل هذه القضايا؟ قد تكون هناك مجموعة تهتم ولكن أتوقع أن الغالبية لا تعنيهم مثل هذه الأمور.

بالطبع أصبحت قضية تغير المناخ وتقليص حجم صناعة الأزياء اليوم أمراً أكثر إلحاحاَ. على الانستغرام وتويتر، وافق العديد من المستخدمين على هذا الاحتجاج، بل وأشار البعض إلى أن موسيقى العرض في لويس فويتون، كانت مناسبة بشكل غريب لهذه اللحظة. يلهم مجال صناعة الأزياء الرغبة في الاستهلاك المفرط لدى جميع الناس، بما في ذلك أولئك الذين لا يملكون الكافي لشراء واقتناء مثل هذه المنتجات، من الضروري العمل على تقليل انبعاثات الكربون حيث تمثل صناعة الأزياء ما يصل إلى ٨.٥٪ من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية. لكن آخرين انتقدوا هذه اللفتة، مشيرين إلى أن ماركات الأزياء تنتج بكميات محدودة نسبياً وأن الأزياء السريعة هي السبب الرئيسي للتلوث والانبعاثات.

بالرغم من كل ما حدث في عرض لويس فويتون، سار العرض حتى النهاية، وحافظت العارضات على هدوئهن ورباطة جأشهن حيث تألقّن بأجمل التصاميم التي جمعت موضة العصر بطابع مستوحى من أزياء تاريخية.