مجموعة الألبسة الجاهزة من ديور لموسم خريف - شتاء 2019-2020

  • تاريخ النشر: الجمعة، 01 مارس 2019
مجموعة الألبسة الجاهزة من ديور لموسم خريف - شتاء 2019-2020

 تجسّد كلّ مجموعة جديدة عملية تحوّل إبداعية ساحرة تُبصر النور من خلال المواجهة بين الصور والأجسام والتصاميم واللغة.

 وبالنسبة إلى "ماريا غراتسيا كيوري"، لم تعد هذه العملية الإبداعية تتمحور حول الانفصال عن الماضي، بل هي بوابة عبور نحو إعادة اكتشاف غنى رموز الدار والاحتفال بها.

 في ما يتعلّق بمجموعة الألبسة الجاهزة هذه، صبّت المديرة الفنية الإبداعية اهتمامها على أسلوب "تيدي غيرلز" Teddy Girls، الأسلوب الأنثويّ المقابل لـ "تيدي بويز" Teddy Boys - إحدى أوائل الثقافات الثانوية البريطانية - من أجل إعادة استذكار الخمسينيات، مرحلة ما بعد الحرب التي شهدت ابتكار أسلوب "نيو لوك" New Look  لـ "كريستيان ديور"، والذي نادراً ما اكتشفته "ماريا غراتسيا كيوري" من قبل. كانت فتيات "تيدي غيرلز" Teddy Girls  ملكات المناطق التي دمّرتها الحرب. وكانت تلك الفتيات شخصيات جريئة ذات غرّة شعر متميّزة ويرتدين سترات الرجال بأسلوب الحقبة الإدواردية مع أوشحة مخمليّة، والتنانير الفضفاضة وسراويل الجينز والسترات الجلدية السوداء.

 وتقدّم هذه الإشارات منظوراً جديداً لحقبة الخمسينيات التي اختارت "ماريا غراتسيا كيوري" أن تربطها بشخصية الأميرة "مارغريت". إذ اختارت هذه الأميرة الثائرة الشابة ارتداء فستان من تصميم "ديور" Dior سنة 1951، عوضاً عن فستان لأحد المصممين البريطانيين، خلال الصورة الرسمية بمناسبة عيد مولدها الـ 21 التي التقطتها عدسة المصوّر "سيسيل بيتون".

 وكان "كريستيان ديور" مفتوناً بالمزيج ما بين الكلاسيكية والثورة على التقاليد، وما بين الأناقة والتمرّد، الموجود في الثقافة الإنكليزية، وشكّل له ذلك الكثير من مصادر الإلهام، ويظهر ذلك جلياً في معرض "كريستيان ديور: مصمّم الأحلام" Christian Dior: Designer of Dreams، المقام حالياً في متحف فيكتوريا وألبرت في لندن. تستعيد "ماريا غراتسيا كيوري" رموز "ديور" Dior الواحد تلو الآخر، وتلجأ أيضاً إلى عناصرها الأساسية الخاصة لابتكار وإعادة ابتكار تصاميم الغد.

 وبالتالي تمّت إعادة تصميم طقم "بار" بأسلوب ذكوريّ أكثر من خلال الَقَصّة والقماش والياقة المخمليّة It converses.

 كما تترافق مع التنانير المزمومة التي أصبحت أكثر مرونة من خلال استخدام الأقمشة التقنيّة والتي تمّ اعتمادها أيضاً في الفساتين المستوحاة

 من تصاميم "كريستيان ديور" ذات الخصر المزموم. ويشكّل ذلك إعادة تصميم لحقبة الخمسينيات من حيث المفهوم والأسلوب مع روح "الملابس الرياضية" بالإضافة إلى لمسة من أناقة الدار المتميّزة.

 أعادت "ماريا غراتسيا كيوري" ابتكار السترة الجلدية السوداء التاريخيّة التي صمّمها "إيف سان لوران" لـ "ديور" Dior - التي تجسّد تكريماً للثقافة الهامشية في الخمسينيات والستينيات، وبالأخص ثقافة "القمصان السوداء" blousons noirs الفرنسية.

 من خلال الطابع العصريّ للمواد والتقنيات، يعبّر التصميم الأيقونيّ لفستان "ميس ديور" Miss Dior، الذي صمّمه "كريستيان ديور" لمجموعة التصاميم المترفة "أوت كوتور" لموسم ربيع وصيف 1949، عن مزيج القوّة والرشاقة الذي تفضّله المديرة الفنية. يمتدّ مصدر الإلهام هذا على فساتين السهرة المؤلّفة من الثياب اللاصقة بالجسم والتنانير المطرّزة بالترتر البرّاق الشفاف أو المزيّنة بالأزهار النافرة. أمّا الأحذية المنخفضة الكعب فهي مستدقّة الطرف وذات قصّة منخفضة في الأمام. لدينا أيضاً نسخة جديدة من قماش "توال دو جوي" Toile de Jouy بنقشة أشجار النخيل التي تُعيد إلى الأذهان أعمال الفنان "ماريو سكيفانو"، وتظهر على سلسلة من قمصان الـ"تي شيرت" أو تجمع ما بين النقشة المربّعة ونقشة "غنغهام"، باللون الأسود والأحمر أو الأسود والأبيض.

 تؤكّد "الثقافات الفرعية"، من خلال الأسلوب الذي تعتمده، أنّ المبدأ البسيط لاختيار الشخص لثيابه يصبح إشارة سياسية.

 تعتمد السينوغرافيا الخاصة بالعرض على الأبجدية - حيث يمثّل كلّ حرف امرأة مختلفة - من تصميم الفنانة "تومازو بينغا"، المرأة التي اختارت اسماً مستعاراً ذكورياً للسخرية من الامتيازات المعطاة للرجال فقط. وبذلك تُعيد تصاميم المجموعة الارتباط بمفهوم الأنثويّة الذي يتخطّى الجندر والتركيب البنيوي للجسم، وتعزّز اكتشاف الهويّة الذي تحمل "ماريا غراتسيا كيوري" رايته عبر إعادة ترجمتها لتاريخ "ديور" Dior.