مجموعة التصاميم المترفة "أوت كوتور" من كريستيان ديور لربيع-صيف 2019

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 22 يناير 2019 آخر تحديث: الإثنين، 22 أبريل 2019
مجموعة التصاميم المترفة "أوت كوتور" من كريستيان ديور لربيع-صيف 2019

  "هل هذا رجل أم امرأة؟ لا هذا ولا ذاك، هذا مهرّج".

يُعتبر السيرك مكاناً مفعماً بالسحر. لطاما استمدّ الكثير من الفنانين الإلهام من افتتانهم بهذا العالم الرائع والخام في آن واحد، الشاعريّ والذي لا غنى عنه.

كان "كريستيان ديور" يحب الذهاب إلى السيرك في الشتاء، حيث قام "ريتشارد أفيدون"، الذي تمكّن من إعادة أسلوب السيد "ديور" بطريقة استثنائية، بالتقاط الصورة الشهيرة سنة 1955 التي تحمل عنوان "دوفيما مع الفيلة" Dovima et les éléphants، هذه الصورة التي تجسّد بشكل مثاليّ سحر التصاميم المترفة "أوت كوتور" وروعتها. وفي سنة 1955، عرض التلفزيون البريطاني تقريراً مصوراً يحمل عنوان "سيرك "ديور" يحطّ الرحال في المدينة" Dior « Circus » Comes to Town بمناسبة عرض الأزياء الذي أقامته الدار في فندق "سافوي" في لندن.

وظهر موضوع السيرك مجدداً في وقت لاحق لدى "ديور" Dior تحت الإدارة الفنية لـ"جون غاليانو". أوَليس عرض الأزياء استعراضاً على صورة الاستعراض الذي يفتتح السيرك؟ وقام الفنانون العظماء في القرن العشرين "بابلو بيكاسو"، "إيريك ساتيه"، "سيرج دو داغيليف" و"ليونيد ماسين"، مجتمعين حول "جان كوكتو" - الذي اعتاد على حضور سيرك "ميدرانو"، الذي كان "فيديريكو فيليني" أيضاً من أشدّ المعجبين به - بإعادة تصوّر باليه "باراد" Parade، في إيطاليا، بين روما - مسقط رأس "ماريا غراتسيا كيوري" - ونابولي، قبل عرضها على المسارح الباريسية سنة 1917.

هذه الفوضى الخلاقة الرائعة هي نقطة انطلاق "ماريا غراتسيا كيوري" لمجموعة التصاميم المترفة "أوت كوتور" لربيع-صيف 2019. ونستعرض عبر تصاميم المجموعة الذكريات والخيال الجامح الذي يميّز السيرك وعلاقته بالأزياء والموضة والفن، وصولاً إلى أعمال "سيندي شيرمن" التي كرّستها للمهرّجين.

تتألّف هذه المجموعة من صور متراكبة: بشرة المرأة المغطّاة بالوشوم، الذي تذكّرنا بسيرك الحقبة الفيكتورية والمسوخ التي شكّلت ظاهرة فيه، أصبحت مزيجاً من الأنماط الرائعة التي تصقل الجسم وتحكي لنا قصة مشوّقة تحت الفساتين. ألوان البودرة التي تتماهى وتمتزج ضمن لوحة ألوان لامتناهية - على غرار الستائر التي رسمها "بابلو بيكاسو" لباليه "باراد" Parade - ترمز أيضاً إلى التهالك وإلى الغبار الذي يغطّي ملابس المسرح. وتمّ تقصير التنانير المطرّزة أو المزيّنة بالترتر البرّاق غير الشفاف لتصبح كتنانير الباليه القصيرة التي تُعيد إلى الأذهان رموز السيرك الذي يعجّ بالبهلوانات والمروّضين والفرسان.

استعانت "ماريا غراتسيا كيوري" بهذا التنوّع الكبير من الصور من أجل تصميم "استعراضها" الخاص المؤلّف من السراويل الفضفاضة الفائقة الخفّة، المشدودة عند الكاحل، التي يمكن أن تشكّل طقماً رائع الجمال.

 بينما ارتبطت السراويل القصيرة بالقمصان البيضاء الشفافة ذات الياقات العالية أو الشرائط التي أكل عليها الدهر وشرب. نجد أيضاً مشدّات "الكورسيه" من الجلد، الكنزات والقمصان المقلّمة أو حتى السترات السوداء المستوحاة من المروِّضين. كما أُعيد تصميم الزيّ الهندسيّ الشكل للمهرّج الأبيض، البسيط أو الفاخر، من خلال المواد، التطريزات والمقاييس.

أُقيم عرض الأزياء على إيقاعات الفرقة الموسيقية التابعة للسيرك النسائي "مامبر" Mimbre، التي تنطلق في بحث مستمرّ عن الشاعريّة المتجسّدة في كلّ ما هو غير متوقّع، والتي تسلّط الضوء على الثقة والروابط بين أجسام البهلوانات.

يتمّ تقديم السيرك على أنّه مكان يتمحور حول الاندماج والاحتواء، حيث يصبح المهرّج، بأسلوبه الذي لا يميّز بين الأنثويّ أو الذكوريّ، تعبيراً عن المساواة المحتملة.

تكشف نظرته عن طابع عصريّ، حيث لم نعد نُعير الاهتمام للجمال أو الأصول أو العمر أو الذكور والإناث، بل كلّ ما يهمّنا هو التقنية والجرأة.