معك يا فلسطين

  • تاريخ النشر: الأربعاء، 19 مايو 2021 آخر تحديث: الأربعاء، 14 سبتمبر 2022
معك يا فلسطين
بقلم- نورا السويطي

الألم الكبير الذي نعيشه اليوم جراء ما يحدث لفلسطينيي غزة من قبل قوات الاحتلال الصهيوني لا يمكن اختصاره في سطور. لست بخبيرة بالسياسة، ولكن أثار العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة والقدس وحي الشيخ جراح غضبي وغضب كل شخص، سواء عربي أو غير عربي، يملك ذرة من الإنسانية. المشاهد التي تظهر لنا على وسائل الاتصال الاجتماعي تدمي لها القلوب، جنود قوات الدفاع الإسرائيلية تتسلى بقنص أطفال في عمر الزهور وتتباهى بقتلهم، شاب فلسطيني يناجي أمه تحت ركام القصف الصهيوني، الاعتداء السافر على النساء بكل وقاحة، عوائل شردت من بيوتهم وموطنهم على حساب الاستيطان وحساب "إن لم أسرقه، غيري سيسرقه"، والكثير من القصص والانتهاكات على أبسط حقوق الانسان.

أتمنى أن تكون هذه المشاهد قد أسفرت عن خسارة قوات الاحتلال الصهيوني الرأي العام في ظل التعاطف الدولي مع الفلسطينيين والذي التمسناه في وسائل التواصل الاجتماعي. ولكن للأسف هذه المشاهد المؤلمة لم تخلق ردة فعل قوية في الاعلام الغربي كما كنا نرجو، وهذا متوقعا بسبب تحكم اللوبي الصهيوني بوسائل الاعلام الغربية.

معك يا فلسطين
Jasmin Larian hekmat  (cult gaia)

دعونا ننظر لما يحدث من زاوية اخرى وهي على نطاق صناعة الأزياء والترفيه، فقد نشر العديد من النجوم والشخصيات البارزة في عالم الأزياء والترفيه رسائل على وسائل التواصل الاجتماعي تدعم الحقوق الإنسانية للشعب الفلسطيني، مثل نجم فيلم "الفهد الأسود" مايكل بي جوردان، والممثلة تريسي أليس روس والمغنية كيلي رولاند اللتان دعتا إلي وقف أعمال التطهير العرقي ضد الفلسطينيين، والمغنية الألبانية البريطانية دوا ليبا التي نشرت على حسابها مؤخرا دعوات لإنقاذ أطفال فلسطين ووقف الاحتلال وتحرير فلسطين، وعارضة الأزياء البريطانية كارا ديليفين ناشدت متابعيها إلى دعم أطفال فلسطين من خلال التبرع إلى منظمة خيرية تدعى "هوب أند بلاي".

أما عارضات الأزياء والأخوات بيلا حديد وجيجي حديد، والدهما من أصل فلسطيني، فأدانتا القمع ومحو العرق الذي يشهده الشعب الفلسطيني وبالأخص الأطفال، وانضمت العارضتان إلى حشد من المتظاهرين في مدينة بروكلين نيويورك في مظاهرة دعماً لفلسطين، والمضحك في الأمر هو ردود فعل الحكومة الإسرائيلية من خلال تغريدة على التويتر تدعي فيها وتتهم العارضة بيلا حديد "برمي اليهود في البحر" وبأنها ضد اليهودية، وطبعاً هذه هي طريقة الصهاينة لغسل الدماغ ولكسب التعاطف اليهودي حول العالم بالأخص والتعاطف العالمي بشكل عام عن طريق ربط أجندتهم بالديانة اليهودية.

وأما المصور الشهير تايلور جو، والمعروف بتصوير فيديوهات مشوقة ومرحة لأزياء الشارع خلال أسابيع الموضة، قام بنشر العديد من الرسائل عن الاضطهاد الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة. كما شارك مصمم الأزياء الأمريكي فيليب ليم أيضاً على حسابه الشخصي على حول الأزمة المستمرة في فلسطين. وشاركت عارضة الأزياء إميلي راتاجكوفسكي والممثلة لوسي هيل على حساباتهم على الانستغرام رسالة حول الاستعمار الاستيطاني والتطهير العرقي الذي يحدث في فلسطين، بينما نشرت مصممة الأحذية الشهيرة أمينة معادي - والتي هي من أصول أردنية ورومانية - بياناً على الإنستغرام والذي صرحت فيه قائلةً "أدعو من أجل أخواتي وإخوتي وأولادي الفلسطينيين. من المروع أن نشاهدهم وهم يعيشون في أهوال لا يمكن تصورها. صراع على حساب إناس أبرياء".

والممثل مارك روفالو والمعروف عنه بمواقفه الإيجابية للقضية الفلسطينية، نشر تغريدة على التويتر والتي أظهرت تضامنه مع الفلسطينيين ودعوته إلى فرض عقوبات على إسرائيل. ثم أعادت الممثلة أليسا ميلانو بنشر التغريدة.

أما المفاجأة السعيدة في خضم الأخبار التي يعتصر لها القلب، هو مشاركة بعض المنصات الأخبار الأمريكية الشهيرة والمختصة بالأزياء وقضايا المرأة مثل "دايت برادا" و"ريفاينري ٢٩"، ببوستات مختصة لشرح القضية الفلسطينية والصراع الذي بدأ منذ عام ١٩٤٨ بإسلوب مختصر، عادل، ووافي الشرح للجمهور الأمريكي الذي كان ولا زال يستقبل الأخبار من جهة واحدة غير محايدة ألا وهي الاعلام الغربي التقليدي.

معك يا فلسطين

CULT GAIA

أما على الصعيد المحلي، أعلن متجر هارفي نيكولز الكويت استبعاد ماركة كالت جايا بسبب رسالة نشرتها العلامة التجارية على حسابها على الانستغرام تدافع فيها عن الموقف الإسرائيلي و أيضا المتجر الإلكتروني NET-A-PORTER استبعد ماركة كالت جايا. وإذا كنتم من متابعي انستغرام مصممة الأحذية العالمية الكويتية نجيبة حيات، لودميلا، ستثلج صدوركم للمحتوى الذي تشاركه بخصوص معاناة الشعب الفلسطيني وكيف يتحكم اللوبي الصهيوني ليس فقط بالإعلام ولكن بالجامعات العريقة وفي صناعة القرار الأمريكي والأوربي، وتستشهد نجيبة بدلائل على طريقة الآية الكريمة من سورة يوسف "وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِنْ أَهْلِهَا" والتي أتمنى أن يصل محتواها للعالم الغربي.

نتمنى أن تستمر هذه العاصفة الإعلامية لصالح القضية الفلسطينية والتي هي أقل ما يمكن عمله في ظل الظروف الراهنة. كما أتمنى من المصممين العالميين العرب والمؤثرين الذين لم ينبسوا بحرف حتى الآن أن يحذو حذو الجيل الجديد من شباب الوسائل التواصل الاجتماعي والذين ينشرون رسائل توضح معاناة الشعب الفلسطيني في فلسطين لإلقاء الضوء على هذه القضية الإنسانية. 

معك يا فلسطين

Net-A-PORTER