مقابلة مع الشيخة منيرة الخليفة

كاتبة القصة التصويرية "الأميرة المثالية"

  • تاريخ النشر: الثلاثاء، 11 أبريل 2017 آخر تحديث: الأربعاء، 12 أبريل 2017
مقابلة مع الشيخة منيرة الخليفة

أعجبتني كتابة وثقافة شابة من البحرين "الشيخة منيرة الخليفة" والرسالة التي تقدمها من خلال قصتها؛ هذه هي مقابلتي معها.

كيف جاءت فكرة هذا الكتاب؟ ما الذي الهمك؟

بدأ الأمر حينما اكتشفت أن الكارتون والأفلام المصورة يقوم أولاً برسمها يدوياً فنانون محترفون، لقد أذهلني الأمر فوراً وكنت مأسورة به. وقعت في حب الرسوم المتحركة في عمر صغير وقررت أن أتابعها منذ المدرسة الإعدادية، بالتمرن من خلال رسم شخصياتي المفضلة في كل مكان وعلى كل شيء، ودائماً ما أعتقدت أن يوماً ما سأحظى بقدرة إبتكار أول فيلم حركي مصور خليجي.


بعد أن كرست نفسي لكورس متخصص في الفنون المرئية لمدة عامين، كان قد حان الوقت للتخرج من الثانوية، لكن وقتها كنت قد قررت الإلتحاق بجامعة SCAD في أمريكا، كانت لديهم مواد ممتعة جداً خاصةً برنامج الرسوم المتحركة، أتذكر بوضوح أنني كنت أقوم بتصفح موقعهم يومياً وبدأت في تجميع رسائل توصية بقدر الإمكان بالإضافة إلى طلب التقديم المفترض تقديمه للقبول في برنامج بكالريوس الرسوم المتحركة.

عندما أتذكر هذه الأيام أدرك كم كنت صغيرة وأتفهم لماذا وجد أهلي الأمر صعب في تركي للسفر بعيداً، في الحقيقة أنا أحمد الله على دراستي في البحرين، فلقد اعطتني نظرة موضوعية عما يجب تطويره في بلدي وكنت شغوفة جداً أن أخذ هذا التحدي.

بعد التخرج من الجامعة ببكالريوس في تصميم الغرافيك كنت أعلم جيداً، في 2011 كان يوجد نوعين من الأجيال؛ التقليديون والعصريون، وفكرة إيجاد طريقة لدمجهم كانت ممتعة، وهكذا تم إبتكار أرابيلوس، أرابيلوس كانت شركة تصميم تي شيرتات قامت بتطوير الملابس العربية العصرية، قد خلقت حركة فورية وألهمت الناس ليحتضنوا ثقافتهم وتطويرها لتناسب أسلوب حياتنا العصري.

الفصل التالي من حياتي تضمن الحصول على أول وظيفة لي، كان رائعاً في البداية لكن تأتي لحظة في حياتك حين تكتشف أن العمل لمدة ثمان ساعات يومياً خمسة أيام بالاسبوع لن تأخذك إلى أي مكان بل في الحقيقة هي تبعدك عن أهدافك وأحلامك.

لا شيء مجزي للنفس أكثر من تحقيق أهدافك التي أن شغوف بها، لذلك قررت أن أترك عملي وأتبع حلم طفولتي.

علمت أنني أريد أن أكتب قصة أطفال بحرينية أصلية، لكنني لم يكن لدي فكرة كيف أبدأ ولم أكن أعلم أين أبحث على مصدر إلهام، وأدركت أنني كان يجب أن أكون في بيئة أختلفت فيها مع الأطفال لذا قبلت وظيفة كمدرسة مساعدة في إحدى المدارس الخاصة في البحرين.

قد لاحظ تلاميذي أنني أستطيع الرسم لذا حينما كنا نجد أي وقت إضافي في الفصل كانوا يطلبون مني رسم أحد الشخصيات الكارتونية المفضلة لديهم، معظمهم الأميرات، يمكنني أن أقول أنهم يحبون ملامح وجوه الشخصيات أكثر من صفاتهم الشخصية، هذا بالطبع أزعجني وعلمت منذ ذلك الحين أن قصتي يجب أن تغير هذه العقلية. لاحقاً في ذلك العام الدراسي توقفت عن رسم الشخصيات الكارتونية الشهيرة التي من الواضه تمركزها الغربي وبدلاً من ذلك ابتكرت لهم في نفس المواقف شخصيات بحرينية ووعدتهم أن يوماً ما سأقدم قصة أميرة بحرينية أصلية وأصبح ذلك هدفي الجديد.

ما هي خلفيتك التعليمية؟


Royal University for Women, Bahrain
West Riffa, Kingdom of Bahrain 
•    Bachelor Degree, Graphic Design  2011
•    EDEXCEL Art and Design Foundation Diploma 2008
Ibn Kuldoon National School 
Isa Town,  Kingdom of Bahrain
June 2007
•    High School Diploma 
•    International Baccalaureate, Diploma Visual Arts (Higher Level)

تعليم إضافي:
    
•         Central Saint Martins, London UK, Summer Course, Life Drawing to Painting 2009
•         Travel Sketchbook & Painting Classes with Pauline Fraisse 2014
•         Central Saint Martins, London UK, Short Course: Children’s Book Illustration 2015
•         Cartoon Planet, Bahrain, Course: Digital Art and Cartoon 2015

وظائف سابقة:

•     Ministry of Information, Graphic Designer for Btv and Channel 55   (March 2012 - March 2013)
•     Teacher’s Assistant in Ibn Khuldoon National School Kindergarten  (January 2013 - May 2013) 
•     Teacher’s Assistant in Shaikha Hessa Girls’ School taught nursery,grade1,2 & 5 (September 2013 - June 2014)


أخبرينا عن الكتاب نفسه، القصة وراءه، والشخصية الرئيسية "الأميرة المثالية".

أستاذة راوية عندها دور حريص على إختيار قصص ما قبل النوم، في كل ليلة تختار قصة مختلفة لترويها لبناتها. عمتاً في هذه الليلة بالتحديد جعلتهن يخترن القصة التي يفضلونها، لكنا صدمت لتجد مشاحنة بيت الفتيات، لقد وجدت الخلاف على أي قصة أميرة يريدونها وفقاً لجمال الأميرة متغاضين تماماً عن معايير شخصياتهن، لذا أشارت أستاذة راوية لبناتها إلى أن الأميرة الحقيقية لا تقاس بجمالها بل بشخصيتها، وهذا حين قررت حكي قصة الأميرة المثالية.

ما هي الرسالة التي ترسلينها للأطفال الذين سيقومون بقراءتها؟

هناك عدة رسائل أريد أن أوجهها لقرائي الصغار، الرسالة الأولى هي لتعليم الفتيات بأن الأميرة الحقيقية لا تقاس بجمالها بل بشخصيتها. مهم جداً أن نقدم للفتيات الصغيرات شخصيات قوية حكيمة، ذكية، طموحة، وتحقق ذاتها. هذا سيلهمهم لتطوير صفاتهم الشخصية ويسمح لهم بتوسيع أفاقهم. لكن إذا قدمت شخصية ضعيفة تمجد فقط لمظهرها وليس شيئاً أخر هذا فقط سيعلم بناتنا أن يطوروا مظاهرهن ويقدن حياة غير هادفة. هذا قد لا يبدو مهماً للبعض لكن هذه الشخصيات يمكن أن تشكل مستقبل مجتمعنا من دون وعي. لذا يظل السؤال هل تفضلون الحصول على مجتمع متطور طموع أم مجتمع سطحي؟ ثانياً لتشجيع حب الثقافة والحفاظ عليها من العولمة. لأن بدون الثقافة لا يمكن تطويرنا لدولة مستقلة فالحضارة الناجحة تقاس بتطور ثقافتها، توجد مقولة عربية أن هؤلاء بدون ماضي ليس لهم مستقبل. ثالثاً والأكثر أهمية هو لإعادة تقديم أساسيات التعاليم الإسلامية وتصويرها في شكلها الحقيقي في بيئة جديدة عصرية لأن منذ وقت طويل وديني الجميل يتم تعليمه بنفس الطرق منذ العصور الوسطى بتعنيف وإلحاق الخوف على متبعيه، مناقضين تماماً جوهر الإسلام الذي يعني عرفياً السلام ويقدم تسامح لا يقاس وتنوير.


ما هي الصعوبات التي واجهتيها خلال كتابة كتابك؟

بصراحة بمجرد أن قمت بتجديد الموضوع كل شيء أخر وقع في مكانه، أنا غالباً احتجت أقل من شهر لأنهي القصة كاملة، كان لدي رؤية واضحة للشخصيات والحبكة ولم أكن استطيع الإنتظار لأبدأ في الرسم. مرحلة الرسم كانت طويلة، فقد أخذت عام ونصف لأكمل القصة كلها، وخلال المرحلة أخذت دورتين تدريبتين لأطور مهاراتي، الأولى كانت في عالم الكارتون في البحرين. ورشة عمل للفنون الرقمية والكارتون علمتنا أساسيات بناء شخصية بالطرق التقليدية والرقمية. الأخرى كانت في سينترال سانت مارتينس في لندن، ورشة عمل قصيرة في رسم كتب الأطفال. في هذا الوقت كنت قد وصلت لنصف القصة. هذا أعطاني فرصة كبيرة لأعرض عملي على أستاذي وأتلقى الردود المفيدة التي أصبحت كإرشاداتي خلال العملية كلها حتى النهاية. النشر الذاتي سهل جداً لكن النتائج ليست مثالية، بالرغم من أنني جلست مع عدة محررين إلا أنني لازلت أجد بعض الأخطاء النحوية في نص القصة. فيمكنك القول أن هذه إحدى الصعاب، الأخرى هي شيء لم أضعه في حسباني تماماً للأسف والذي اتضح أنه أهم شيء لقصتي والذي يضمن النجاح وهو التسويق. الآن بما أن القصة مطبوعة وجاهزة للعرض لدي تحدي جديد لأواجهه  في هذه اللحظة، وهو ليس أن أقوم بترويج القصة للمكتبات والمدارس وغيرهم، بل لإقناع الأهالي لماذا هذه القصة تستحق أن تعرض على أطفالهم، بالنسبة لهم قد تبدو مثل أي قصة أطفال أخرى قد عرضت في العالم تحتوي على الكثير من الكارتون والشخصيات، لكن في الحقيقة هذا الكتب غير أي كتاب أخر، أطفال هذه المنطقة منذ زمن طويل قد تربوا بقصص من حول العالم ومن ثقافات لا تحصى، قد جاء الوقت ليتعلموا ثقافتهم وينشأوا على الأساسيات القوية لتعاليم دينهم، فقد تخيلوا نتاج هذا الجيل.

ما القادم؟ هل سنرى سلسلة من الأميرة المثالية؟

من خلال إبتكار هذه القصة؛ أنا أضع نفسي في مسار العودة لأحقق حلمي في الرسوم المتحركة.

بواسطة: شوق المرزوق – ترجمة: سلمى البسيوني.