علايا يرسم ملامح الأنوثة في أبسط صورها في مجموعة ربيع وصيف ٢٠٢٦

Oct 5, 2025

No items found.

رغم بساطتها الظاهرية، لا يمكن لأي مجموعة من Alaïa أن تمرّ مرور الكرام. ففي ربيع وصيف 2026، يقدّم المدير الإبداعي بيتر مولير فصلًا جديدًا من فلسفة الدار التي تحتفي بالنقاء كقوة، وبالهدوء كتمرد ناعم. إنها مجموعة تهمس أكثر مما تصرخ، لكنها تترك أثراً لا يُمحى، كلمسة قماش على بشرة امرأة تعرف قيمتها جيدًا.

من النظرة الأولى، ستدرك أن الاستمرارية هي الترف الجديد لدى Alaïa. فالمجموعة ليست قفزة، بل امتدادٌ طبيعي لسابقاتها، تمامًا كما كان يفعل عز الدين علايا نفسه، حين كان يبني الزمن طبقة فوق طبقة، كمنحوتة لا تُنهيها يد الفنان بل يواصل الزمن تشكيلها.

التصاميم منحوتة، دقيقة، صارمة في جمالها، لكنها لا تخلو من المغالاة المدروسة. فالألوان أكثر حدة، والقصّات أكثر جرأة، والتفاصيل تنبض بالحياة. في كل قطعة، نلمس ذلك التوتر الجميل بين الفخامة والتقشف، بين الجلد والحرير، بين القطن والبَيْثون، حيث لا وجود لمنتصف الطريق. إنها فلسفة التطرّف الهادئ، حيث النقاء هو الشكل الأقصى من الرفاهية.

تتسلّل روح الزيّ الوظيفي في المجموعة، كتحية إلى عز الدين نفسه، الرجل الذي كان يرتدي الأسود كدرع للعمل. هنا، تُعاد صياغة الفكرة، أزياء تبدو كأنها ملابس للحياة اليومية، لكنها في الحقيقة أعمال فنية جاهزة للحركة. كل خياطة تحمل وظيفة، وكل خطّ يخدم الجسد، لا العكس.

الابتكار يتجلى في الصنعة، حياكة اللؤلؤ بخيوط مكرمية تبدو مستحيلة، وريش متخيل يتحرك بخفة حول الجسد. هناك توتر جميل بين الذكر والأنثى، الانكشاف والاحتواء، الماضي والمستقبل، كأن مولير يعيد كتابة العلاقة بين الجسد والهوية بلغة النسيج.

في العرض، تمتزج الصورة الحيّة بالمنعكسة، وكأن كل عارضة تواجه ظلّها، تلك اللحظة التي يصبح فيها الجمال مرآةً للذات لا للآخر. حتى الأقمشة نفسها تعيش في حالة شدّ، تُسحب وتلتف حول الجسد، تُعيد تعريف الشكل الأنثوي بانسيابية عملية وأنيقة.

وفي المقابل، نرى فساتين مفتوحة على الجسد، مقطّعة بخفة، تُظهر الحركة وتحتفي بها. الأهداب الطويلة ترقص في الهواء، وكأنها تكتب الشعر بالإيماء، تتحطم وتعود لتلتئم في إيقاع بصري آسِر.

في النهاية، Alaïa لا تقدّم أزياء بقدر ما تصوغ لغة حسية للحياة، تتحدث عن الجسد بوصفه عملاً فنياً مستمر التكوين. إنها أزياء لا تُلبس فقط، بل تُعاش.
وفي هذه المجموعة بالتحديد، بدا أن كل خيط وكل طيّة تنطق بشيء من الحب والحنين، ربما لذلك كتب مولير في ختام ملاحظاته:
"Clothes that cry… Much love."

وكأننا أمام أزياء تبكي فعلاً، لا لأنها حزينة، بل لأنها حيّة.