موضـة وأزياء

عروض أزياء

أرماني ربيع/صيف 2026: حيث يلتقي أسلوب ميلانو بسحر بانتيليريا

Sep 30, 2025

No items found.

في كل موسم، نتوقع من جورجيو أرماني الكثير، لكنه هذه المرة قدّم ما يتجاوز التوقعات، بل قدّم خلاصة مسيرة. ففي عرض ربيع/صيف 2026، لم يكن الأمر مجرد مجموعة أزياء جديدة، بل كان بمثابة رسالة ختامية، توقيع أخير على إرثٍ سيبقى حاضرًا في ذاكرة الموضة لعقود.

المكان نفسه بدا وكأنه جزء من الحكاية، بيناكوتيكا دي بريرا في ميلانو، حيث عاش أرماني وعمل، ليأخذنا في رحلة بصرية وروحية تمتد حتى بانتيليريا، جزيرة المتوسط الغامرة بالتناقضات، بين سواد الصخور البركانية وصفاء البحر الأزرق اللامتناهي. هناك، في هذا المزج بين المدينة والجزيرة، بين الحداثة والبرية، وُلدت المجموعة.

الأقمشة انسابت بخفة كأنها تذوب في نسائم الجزيرة، والقصّات جاءت طويلة ومرهفة، تتأرجح بين الرسمية والأنثوية الحالمة. الألوان بدورها حملت قصصًا كاملة، من الحيادي العضوي الذي يحاكي الأرض، إلى الأزرق العميق الذي يستحضر الليل، وصولًا إلى نغمات ثمينة نابضة بالحياة. لم تكن مجرد ألوان، بل كانت مشاعر تتجسد على القماش، ذكريات لا تُمحى، وأحاسيس تُحاكي فكرة أرماني الأبدية عن النقاء والانسجام بين المرأة وملابسها.

ما لفتني شخصيًا هو ذلك التناقض البديع، خفة الأقمشة إلى حد أنك بالكاد تشعر بوجودها، لكن في المقابل قوة حضورها البصري والوجداني. إنها معادلة أرماني التي لا يستطيع سواه تحقيقها، البساطة التي تتحول إلى أيقونة، والراحة التي تترجم إلى أناقة خالدة.

ولعل أجمل لحظة في العرض كانت عودة بعض العارضات اللواتي ارتبطت مسيرتهن بتاريخ الدار، كأنهن صفحات من كتاب واحد تُقرأ مجددًا لتؤكد أن فلسفة أرماني لم تكن أبدًا مجرد صيحات، بل حكاية إنسانية عن المرأة كما رآها: حرة، قوية، ناعمة في آنٍ واحد.

إنها ليست مجرد مجموعة، بل خاتمة شاعرية لرحلة استثنائية. أرماني هنا لم يعرض أزياء فحسب، بل ترك لنا إرثًا من الجمال والصدق، إرثًا يقول لنا إن الموضة الحقيقية لا تعيش موسماً واحداً، بل تعيش إلى الأبد.