مجموعة الملابس الجاهزة للنساء من جيڤنشي لموسم خريف وشتاء 2025

Mar 10, 2025

"للمضي قدماً، لا بدّ من العودة إلى الجذور.
وبالنسبة إليّ، تبدأ الحكاية من المشغل، فهو القلب النابض والروح الملهمة لدار جيڤنشي."

سارة بورتون

أثناء ترميم أولدار لهوبر دو جيڤنشي، الواقع في جادة ألفريد دو فيني 8، تم العثور على كنز مخبّأ بعناية داخل خزانة سرّية، يحتوي على قصّات ثمينة تحمل بصمة الإبداع الأول. داخل طرود مغلّفة بورق بني، تبيّن أنها تضم قصّات من قماش الكاليكو تعود إلى مجموعتها لأولى لعام 1952، التي قدّمها أمام جمهور اجتمع داخل مشغله ليشهد ولادة أسلوبه الفريد.

بالنسبة لسارة بورتون، حمل هذا الاكتشاف صدى عميقاً مع نهجها الإبداعي الذي يرتكز على دقة القصّ، وجلسات القياس، والتنقل المستمر بين الاستوديو والمشغل. فجاءت مجموعتها الأولى كمديرة إبداعية انعكاساً لهذا الأسلوب المتقن والمدروس، حيث قدّمت تصاميمها بانسيابية داخل أروقة الدار في جادة جورج الخامس 3، العنوان الذي احتضن إرث جيڤنشي منذ العام 1955.

"من الطبيعي أن أعود إلى أصول المهارة الحرافية، إلى فنّ قص الباترون، وإتقان التقطيع،والتشكيل، والتنسيق. فهذا هو نهجي، وهو ما أؤمن به وأسعى إلى تجسيده في كل تصميم."

تركّز تصاميم المجموعة على شكل الجسد وتستمد إلهامها من صورة مجسّم "ستوكمان" الموجود في الاستوديو، والذي يحمل ختم جيفنشي التاريخي 1952، إذ تتمحور حول تقنيات الخياطة الراقية، وتجمع بين دقة الأساليب التقليدية المستوحاة من الأزياء الرجالية ونعومة التفاصيل الأنثوية الانسيابية. ومن خلال صالونات تقليدية استعادت جمالها الأصلي، تتجسد رؤية جديدة للأنوثة أعيد رسم ملامحها، والاحتفاء بها من زوايا مختلفة، ومن منظور المرأة نفسها.

"أسعى إلى التعبير عن جوهر المرأة العصرية بكل أبعادها وقوّتها ورقّتها، وعن ذكائها العاطفي، حضورها الطاغي، وإحساسها بالجاذبية. فهي كيان متكامل، لا يُختزل في جانب واحد."

تحمل المجموعة بُعداً رمزياً وعاطفياً يتجلى في تصاميم متقنة مستوحاة من فن الخياطة الراقية العصرية، حيث تتباين العناصر الكلاسيكية مثل الأكتاف البارزة، والخصور الممشوقة، والخطوط الدقيقة للسترات والسراويل مع قطع أكثر مرونة وانسيابية وُلدت داخل استوديو التصميم. كما تنساب أمتار القماش بعفوية، متحوّلة إلى فساتين مكشوفة الظهر أو تنانير آسرة تُشكَّل بعُقد مبتكرة. أما الأنوثة فتظهر في بُعد جديد، حيث تلعب التصاميم على التناقض بين جهات أمامية محتشمة وجهات خلفية جريئة مكشوفة، بينما تجذب الأنظار التفاصيلُ الدقيقة التي تزيّن الجهة الخلفية من التنورة الجلدية السوداء الطويلة الضيّقة، فتضفي عليها طابعاً مميّزاً من الغموض والجاذبية. 

تتردّد أصداء هوبردو جيڤنشي في هذه المجموعة، لكن برؤية معاصرة تعيد ابتكار رموز الدار بأسلوب جريء ومتجدد، حيث تطلّ فساتين دانتيل شانتيلي بحلّة قصيرة تمنح الساقين إيحاءً بالطول والقدّ الممشوق. بينما تستمدّ الملابس الداخلية المشدودة وحيها من أناقة الخمسينيات لكن بلمسة أكثر جرأة تتجلّى في حمّالات صدر ذات تصميم مخروطي. تتخذ الأكمام بطول السوار والقصّات المنحنية على الظهر مكانها في المعاطف والسترات،  فيما تبرز الأوشحة والعُقد الأيقونية بروح أكثر حداثة، فتتّخذ شكل أوشحة جلدية ضخمة، وعُقد منحوتة، وياقة من الأورغانزا تزيّن إحدى القطع الكلاسيكية لدار جيڤنشي وهي القميص الأبيض، الذي تحوّل اليوم إلى فستاني جسّد براعة المزج بين الإرث والابتكار.  

تصاميم تمزج ببراعة بين إرث أزياء الكوتور العريق واللمسات العصرية المبتكرة، حيث يلتقي الإتقان الكلاسيكي بروح الحداثة في تناغم آسر.

الأكسسوارات

تم تصميم الأحذية والمجوهرات والحقائب كقطع فاخرة تجذب الأنظار. تظهر الفخامة في أحذية الميول المزيّنة بالريش، والصنادل المزوّدة بشرائط ملفوفة، والأحذية ذات الكعب المخروطي الأنثوي، إلى جانب موديلات أخرى أنيقة مثل أحذية الكعب المفتوحة عند الأصابع المزدانة بأشرطة ساتانية، وأحذية الباليرينا بقصّة مفتوحة عند المقدّمة. أما الأحذية الرسمية فتظهر بأناقة مع الملابس المفصّلة لاسيما أحذية اللوفر الجلدية ذات المقدّمة المربّعة، والأخفاف رجالية الطابع ومستديرة المقدّمة. ولإطلالة أكثر جرأة، تأتي الجزمات العالية المصنوعة من اللاتكس، مع تفصيل مفتوح عند الأصابع وسحّاب خلفي، فتلتف حول ربلة الساق بإحكام.

تتجسّد حقيبتا The Pinch وThe Facet في تصاميم متنوّعة، تشمل حقائب كلاتش وحقائب كتف، إلى جانب حقائب يدّ مسائية مرصّعة بالمجوهرات أو مصنوعة من معدن بحجم صغير جداً.

استوحت هذه المجموعة إلهامها من أرشيف جيڤنشي، لتعيد اكتشاف جماليات الماضي وتعرضها في صورة جديدة. تعكس التصاميم فكرة العثور على قطع فريدة ونادرة، مجسّدة ذلك عبر المجوهرات المستوحاة من الشظايا الزجاجية الثمينة، والأقراط المصنوعة من الزجاج العتيق واللؤلؤ والكريستال، حيث ينصهر إرث الأناقة الكلاسيكية مع السحر المعاصر في إبداعات تخطف الأنظار.