جاكيموس «الفلاح» أورانجري قصر فرساي

Jun 30, 2025

يظهر فتى عند مدخل "أورانجري" في قصر فرساي ويفتح الباب. يمثل هذا الفتى سيمون، الطفل الذي كان يحلم بترجمة كل ما حوله إلى رؤى في عالم الموضة.

وُلد عرض «Le Paysan» من ذكريات طفولة سيمون في جنوب فرنسا، وهو بمثابة رسالة حب موجهة إلى أولئك الذين شكّلوا شخصيته منذ البداية، وإلى الإرث الريفي لعائلته، وشاعرية الحياة اليومية الهادئة، وأحلامه بعالم الأزياء. وكأنها رؤيا حالمة متجذرة في التجربة، يمزج العرض بين الذاكرة والخيال ليرسم مجموعة تكرّم قطعاً بسيطة ولكنها محمّلة بالقصص، منسوجة بين ماضٍ ومستقبل دار JACQUEMUS.

"الأورانجري" مبنى مرتبط بالأرض والزراعة، حيث تُحفظ فيه ثمار وخضروات وأشجار القصر بعناية فائقة. ومن هنا، يشكل المكان أيضاً صلة رمزية بعائلة جاكيموس وثقافتهم الزراعية في حصاد الفاكهة والخضار – وإلى الجدة الكبرى سيمون، كلير جاكيموس، التي استلهم منها سيمون في مجموعاته الأولى.

يستحضر عرض «Le Paysan» مصادر إلهام حميمية: ألبومات عائلية مليئة بصور الحصاد، أسلوب جدته في ارتداء الملابس، والشعور بقطن مكوي يوم الأحد.
هناك أناقة صادقة وفطرية في كل تفصيلة؛ بساطة تنبعث منها الرقي والمرح في آنٍ معًا. في جوهر العرض، رجل وامرأة تتوسط ملابسهما توازنًا بين الريفي والراقي، بلوحة ألوان من الأبيض الحليبي، والكريمي، والأسود، وتدرجات من الأزرق والوردي والأصفر مستوحاة من حلوى اللوز السكري وخطوط بيرلينغو.

تتنوع تصاميم المرأة من التنانير الواسعة المصنوعة من البوبلين، والمآزر المصنوعة من التول المقلوب، والسترات ذات الأكمام المنحوتة والتصاميم المنتفخة المبنية حول نصف كورسيه داخلي. يتحوّل قماش البوبلين إلى أشكال دائرية، مربعة، مثلثة، وحتى على شكل حلوى كاليصون، بتشطيبات دقيقة تشبه أغطية الطاولات القديمة والأقمشة المطرزة – من النقاط الملموسة إلى الحرف الأول “J” المطرز كشارة عائلية.

تُبرز الفساتين أيضًا حرفية استثنائية من خلال "تول البوبين"، وهو تول إنجليزي نادر يُنسج على نول عمودي تقليدي. يظهر هنا على شكل فستان منتفخ من التول مزين بـ700 متر من الحبال. كما تظهر قطعة من الموسلين الشفاف بتطريز ماسي من التفتا الحريري. وتتزين بعض الإطلالات بأهداب مصممة خصيصًا من الجلد ومكوّنة من كرات منحوتة يدوياً.

أما الرجل، فهو شخصية مستوحاة من صفحات مارسيل بانيول، يرتدي سترات قصيرة وسراويل واسعة بخفة غير متكلّفة، مصنوعة من جلود دافئة مبطنة بالفرو أو بنسخ خفيفة فاخرة. وتزدان الأقمشة بتفاصيل دقيقة: كسوة بزخرفة العظم السمكي من الكتان الصيفي، درزات تمثل خطوطًا، أو ملصق جاكيموس الجديد.

تظهر طوال العرض رؤى معاد تصورها للراعية والحِرفي، من منظور طفولي، إلى جانب إشارات فنية مثل فلاحين فان جوخ.
المناديل القماشية، والقبعات الفرنسية (بيريه)، وشال آرليسيان تضيف لمسة مرحة للهوية الفرنسية.

وتستكمل الإطلالات بأحذية الإسبادريل الصيفية، سواء كانت على شكل صندل بكعب، أو مسطح، أو مغلق من الخلف. حتى للرجال، تظهر الإسبادريل بأشكال خفيفة تُربط بشرائط غروغران واسعة حول الساق.

وفي انسجام مع روح بروفانس، تعود حقائب “Le Turismo” من الرافيا المنسوج؛ و”La Pochette Salon” المستوحاة من أغصان إكليل الجبل؛ و”Le Spiaggia” المصنوعة من كروشيه متقن. وتظهر أيضًا حقيبة جديدة محمولة باليد باسم “Le Valerie”، تيمّنًا بوالدة سيمون، وتتميّز بشكلها الأنثوي الكلاسيكي وإغلاقها الحَلَقي البسيط.

الإكسسوارات تأتي على شكل خداع بصري للفواكه والخضروات: مجوهرات معدنية نحتية بشكل فاصوليا خضراء، وبيض، وحلوى كاليصون؛ أساور على شكل حيوانات؛ وقطع من الكراث المصنوع من الجلد وقلائد من الثوم. كما تُقدّم سلال السوق التقليدية بتصميم جديد مكسو بالجلد – أسلوب حديث لحمل الحقائب بنفحة من فن البوب.

يمثل «Le Paysan» إغلاق دائرة شخصية عميقة. فإلى جانب كونه تكريمًا لطفولة سيمون، تعيد المجموعة تفسير بعض التصاميم من مجموعاته السابقة – ولكن بمستوى أعلى من الحرفية يتماشى مع تطور الدار. إنها الحُلم الذي سعى سيمون لتحقيقه طوال حياته، ودليل على أن فتى نشأ في الريف يمكن أن يجد نفسه في فرساي – وأن الجمال، حين يُغرس في الأرض، يمكن أن يصل إلى كل مكان.