كيشا ستيلمان، الرئيس التنفيذي لشركة ألتا بيوتي

Sep 15, 2025

في تمام الساعة الثالثة مساءً، حظيت بفرصة لقاء كيشا ستيلمان، الرئيسة التنفيذية لعملاق الجمال الأمريكي ألتا بيوتي.

شراكتها مع إمبراطورية الشايع تمثل خطوة محورية للعلامة، إذ تستعد لافتتاح أول متجر لها في الكويت، في موقع استثنائي في الطابق الأرضي من الأفنيوز، أكبر مركز تسوق في المنطقة، متخذةً من المساحة التي احتضنت سابقاً علامة دين أند ديلوكا الشهيرة مقراً لها.

انعقد لقاؤنا في المكاتب العصرية الأنيقة لمتجر هارفي نيكلز داخل الأفنيوز، حيث استقبلتنا متدربة أنيقة بابتسامة دافئة أضفت أجواءً ودية على الحوار. وقد أعربت كيشا عن امتنانها الكبير وسعادتها بوجودها في الكويت، معتبرةً هذه الخطوة فصلاً جديداً ومهماً في مسيرة ألتا، ومحطة شخصية فارقة في رحلتها المهنية الخاصة.

تعد مسيرة ستيلمان المهنية قصة ملهمة عن المثابرة والقيادة، فقد بدأت عملها في مجال التجزئة مع تارغت، قبل أن تشق طريقها عبر شركات كبرى مثل هوم ديبوت وفاميلي دولار، لتنضم لاحقاً إلى ألتا عام 2014. وخلال سنواتها هناك، شغلت كيشا مناصب قيادية مؤثرة، إلى أن أصبحت الرئيسة التنفيذية في عام 2025، وهو المنصب الذي وصلت إليه بفضل عزيمتها، ورؤيتها الثاقبة، وفهمها العميق للناس والعمليات على حد سواء.

1. ما هي أبرز الرؤى الثقافية والاستهلاكية التي اكتشفتموها أثناء استعدادكم لدخول سوق الشرق الأوسط، خاصة فيما يتعلق بتفضيلات الجمال وسلوكيات التسوق؟

أحد أبرز الرؤى التي تثير حماسنا ونحن نستعد لإطلاق ألتا بيوتي في المنطقة هو وعي المستهلك المذهل. فالناس هنا على دراية واسعة بكافة فئات منتجات الجمال التي نعمل فيها. وما يميّزنا أننا قادرون على تقديم كل شيء، من المنتجات الميسورة إلى الفاخرة، تحت سقف واحد، لجمهور متطلب وواعٍ  يعرف الجمال حق المعرفة.

هذا صحيح. لقد سمعنا ذلك كثيراً. وأنا شخصياً لاحظت هذا الأمر، كوني مقيمة في الكويت وكويتيّة الأصل، لطالما شعرت أننا غالباً ما كان يُنظر إلينا كمستهلكين فقط، لكن الآن هناك تحول ملحوظ، هناك طلب متزايد من النساء ليكنّ جزءاً من الحوار حول الجمال. فالعديد من الشابات اليوم يطلقن علامات تجارية خاصة بهن في عالم الجمال. هذا الأمر يشعرني بالفخر، فهؤلاء النساء لا يستهلكن الجمال فحسب، بل يفهمنه بعمق، وأصبحن راغبات في الإبداع والمساهمة فيه.

بالطبع، وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً محورياً في هذا التغيير، عبر مشاركة المعرفة والتعليم والحوار المستمر عبر الإنترنت. وما يثير حماسي أكثر هو الإمكانيات التي يتيحها هذا السوق لتبادل الخبرات. بالنسبة لنا، الأمر لا يقتصر على استقدام العلامات التجارية الأمريكية والدولية، بل يشمل فرصاً حقيقية لنقل العلامات التجارية الشرق أوسطية إلى الولايات المتحدة. مع هذا المستوى من الخبرة والابتكار، أعتقد أننا سنشهد هذا التحول قريباً، وهو أمر مشوّق للغاية بالنسبة لي.

أنا أحب دائماً التحدث عن هذا الموضوع لأنه يجعلني أشعر بالسعادة. لقد كان تحدياً بالنسبة لنا منذ فترة طويلة، وأرى أن هناك إمكانات هائلة لتحقيقه، ولكننا بحاجة إلى لاعبين مثل حضرتك لتحقيق ذلك.

2. تُعرف ألتا بيوتي بابتكارها ودمج المنتجات والخدمات والتجارب، كيف تخططون لترجمة تجربة ألتا بيوتي لتتلاءم مع العملاء في الشرق الأوسط؟

بالنسبة لنا، دخول سوق الشرق الأوسط يتمحور حول الحفاظ على جوهر هوية ألتا بيوتي وما يمزينا، مع تكييف التجربة لتلبية احتياجات عشاق الجمال في هذه المنطقة. نحن نجمع جميع الفئات تحت سقف واحد، بما في ذلك العناية بالبشرة، المكياج، العطور، والعناية بالشعر، إضافة إلى خدمات متكاملة وشاملة. هذه التجربة هي جوهر ما نقوم به.

الأهم يبقى هو التكيف مع السوق المحلي. ستجدون لدينا مجموعة واسعة من الأسعار، من المنتجات الميسورة إلى الفاخرة، مع الحرص على تقديم تجربة ترتبط مباشرة بالمستهلك. هذا يشمل إدراج بعض العلامات التجارية المحلية وإجراء تعديلات مدروسة على مجموعتنا، بحيث يشعر كل عميل بأن ما نقدمه ملائم وأصيل بالنسبة له.

ما يميزنا أيضاً هو مفهومنا للجمال. في ألتا بيوتي، نؤمن بأن كل شخص يدخل متجرنا جميل بالفعل. ودورنا ليس تغييره، بل مساعدته للشعور بأنه أفضل نسخة من نفسه. فالجمال بالنسبة لنا يبدأ من الداخل. وسواء من خلال المنتجات، الخدمات، أو التجربة نفسها، هدفنا تمكين ضيوفنا من التعبير عن فرديتهم والشعور بالثقة والاحتفاء بأنفسهم. فالأمر لا يتعلق بتعريف الجمال، بل بالاعتراف به لدى الجميع ومساعدتهم على التألق بأسلوبهم الفريد.

3. بصفتك امرأة تقودين واحدة من أبرز شركات التجزئة في عالم الجمال، كيف ترين دورك في تشكيل مستقبل القيادة في صناعة الجمال والتجزئة؟

أحد أبرز أولوياتي هو وضوح الرؤية التام في استراتيجيتنا والشجاعة في اتخاذ القرارات الجريئة. وخلال فترة قصيرة لا تتجاوز تسعة أشهر، أشعر بالفخر أنّ ألتا بيوتي تحولت من متجر تجزئة أمريكية إلى علامة تجارية عالمية. نحن لا نركز فقط على التوسع الجغرافي فحسب، بل نسعى أيضاً إلى تعزيز تواجدنا عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتبني أحدث التقنيات، بحيث لا نواكب الاتجاهات فحسب، بل نكون في طليعة من يصنعها، سواء في الولايات المتحدة أو على المستوى الدولي.

بصفتي امرأة في هذا المنصب، أمتلك رؤية مختلفة وقدرة حقيقية على المساهمة في رسم ملامح مستقبل تجارة الجمال. أنا لا أقود الشركة كرئيسة تنفيذية فحسب، بل كعاشقة حقيقية لعالم الجمال. هذا الشغف يتيح لي تمثيل العلامة بصدق، سواء كقائدة أو كمستهلكة، وهو ما يضعني في موقع مميز لقيادة ألتا بيوتي نحو النجاح اليوم وفرص الغد.

4. ما النصيحة التي تقدمينها للشباب، وخاصة النساء، الطامحين لتولي أدوار قيادية في صناعات تنافسية ومتطورة مثل تجارة التجزئة في مجال الجمال؟

أنصح الشباب وخاصة النساء الطموحات، بالحفاظ على تواضعهم والحرص على التعلم باستمرار. هذه الصناعة تتطور بسرعة، وكلما كنت منفتحاً على التعلم والنمو، أصبحت أقوى وأكثر كفاءة. حدّدوا أهدافاً طموحة، ولا تخافوا من الأحلام الكبيرة، لكن التزموا بالعمل الجاد أكثر من أي شخص آخر حولكم لتحقيق تلك الأهداف. فب مزيج من التواضع والفضول والعزيمة، لن تجدوا مكانكم في هذه الصناعة فقط، بل ستتألقون وتبرزون كقادة حقيقيين.

5. بصفتك شخصية ذات مسار مهني غير تقليدي ومليء بالتحديات، ما الدروس التي تعلمتها من أدوارك السابقة وشكّلت أسلوب قيادتك كرئيسة تنفيذية؟

رحلتي المهنية لم تكن خطية أبداً، وأعتقد أن هذا ما شكّلني أكثر من أي شيء آخر. فالحقيقة هي أنّه لا وجود لمسار مثالي، والتحديات أمر لا مفر منه. لكن ما يميز القادة هو طريقة التعامل معها، هل نعتبرها عائقاً أم فرصة للتعلم والنمو والقدرة على الصمود؟ هذه التجارب هي التي تمنحك القوة للتميز على المدى الطويل.

من الدروس التي أؤمن بها بشدة، ألا تدع أحداً يخبرك بما لا تستطيع تحقيقه. بدلاً من ذلك، ركّز على ما هو ممكن، انظر إلى الأمام دائماً، وحدّد أهدافك عالياً بلا تردد.

فهد الغانم

مالالا يوسفزاي

مارتن لوثر كينغ

ماري كوري

نيلسون مانديلا

مهاتما غاندي