عندما تدخل تاليس سبا الجديد في جميرا مرسى العرب، ستشعر وكأنك تعبر إلى عالم آخر، عالم يوازن بين الرفاهية المطلقة وفلسفة عميقة للعافية. في زمن أصبحت فيه المنتجعات الصحية متشابهة إلى حد كبير، يبرز تاليس سبا كوجهة تعيد تعريف مفهوم العناية بالنفس، ليس من خلال العلاجات الفاخرة فقط، بل من خلال رؤية متكاملة تهتم بالجسد والعقل والروح.

يمتد المركز العصري على ثلاثة طوابق تشتمل على حوض سباحة داخلي بطول 22 متر واستديو للياقة البدنية مجهز بالكامل، بالإضافة إلى نادٍ رياضي ومساحات مخصصة للسيدات فقط، إلى جانب 13 غرفة علاجية يتميز كل منها بتراس خاص مع إطلالات خلابة على مياه الخليج العربي، إذ يوفر المركز بيئة استثنائية مصممة بعناية تتيح للضيوف خوض تجربة صحية

ما سيجذب انتباهك منذ اللحظة الأولى هو أن المكان لم يُصمم ليكون جميلاً وحسب، بل ليحمل رسالة.

فلسفة تاليس ترتكز على الأداء، التصميم، والتمكين، وكل تفصيل في المكان يعكس هذه العناصر. الألوان مستوحاة من الطبيعة: درجات الرمال، زرقة البحر، وتوهج غروب الشمس. الإضاءة هادئة، والفراغات رحبة، مما يمنحك شعورًا بالاتساع والحرية.

وينسجم تصميم المنتجع الصحي مع محيطه الساحلي، حيث يوفر إطلالات آسرة على مياه المحيط وإطلالة مباشرة على فندق جميرا برج العرب الشهير.

شعرت أن التصميم هنا لا يكتفي بتزيين المكان، بل يشارك فعليًا في تعزيز التجربة، وكأن العمارة الداخلية نفسها تتحول إلى جزء من رحلة الاسترخاء.

الجزء الأكثر إبهارًا بالنسبة لي كان جناح التعافي. بعيدًا عن الصورة النمطية للسبا، يقدم هذا الجناح تجارب علاجية حديثة منها العلاج بالتبريد الذي ينعش الجسد بطريقة مذهلة. وعلاجات الضوء بتقنية كرومو سبيس إلى جانب علاج إزالة السموم الثلاثي بتقنية الأشعة تحت الحمراء، والعلاج بالأوكسجين عالي الضغط الذي يعزز الطاقة والصفاء الذهني. بالإضافة إلى تقنيات استشفاء أخرى تمنح إحساسًا بالانتعاش العميق وكأنك أعدت شحن جسدك بالكامل.

هذا الدمج بين العلم والرفاهية جعلني أعيد التفكير في معنى السبا، وكيف يمكن أن يكون أكثر من مجرد ملاذ مؤقت، بل محطة حقيقية لاستعادة الصحة والعافية.

من أبرز محطات التجربة كانت ردهة الوعي الذهني. هناك، تختفي ضوضاء العالم الخارجي تدريجيًا لتجد نفسك في مساحة صامتة تُدار عبر الصوت والاهتزاز والهدوء. إنها ليست مجرد جلسة استرخاء، بل أشبه بتجربة روحية تساعدك على تفريغ ذهنك من الضغوط واستعادة التوازن الداخلي.

لا يمكن أن أتحدث عن تاليس دون ذكر الملاذ الحراري، حيث تتنوع الخيارات بين الساونا، البخار، أحواض الغطس، وتجارب الماء الساخن والبارد. إنه مكان يذكرك بقوة العناصر الطبيعية وكيف يمكنها أن تعيد تنشيط الجسد.

أما العلاجات الفاخرة، فهي فصل آخر من التميز. المزيج بين الطب الشرقي العريق والعلاجات الحديثة يمنحك أفضل ما في العالمين. العلاجات لا تُقدَّم كوصفات جاهزة، بل تُفصَّل حسب احتياجاتك الشخصية، لتشعر أن التجربة صُممت خصيصًا لك.

تاليس سبا يخطو خطوة إضافية عبر التعاون مع علامات عريقة في عالم العناية بالبشرة والجمال. هذا لا يضيف فقط لمسة من الفخامة، بل يرفع مستوى النتائج التي تخرج بها من الجلسة.

ومن الجميل أن تلك الرحلة الصحية لا تنتهي عند حدود السبا، بل تمتد إلى النادي الرياضي الذي يقدّم أحدث الأجهزة والبرامج التدريبية، في تناغم كامل مع فلسفة المكان. هنا تشعر أن العافية ليست مجرد علاج لحظي، بل أسلوب حياة مستمر.

بعد مشاهدة منتجع تاليس سبا في موقعه المميز على شاطئ دبي، أستطيع القول إن تاليس سبا في جميرا مرسى العرب ليس مجرد سبا جديد في مدينة اعتدنا أن تفاجئنا بكل ما هو جديد دومًا، بل هو تجربة متكاملة تعيد تعريف معنى العافية، وتعمل على إعادة التوازن للجسد، والعقل، والروح.
إنه المكان الذي يجمع بين الفخامة والعلم، بين التصميم المبدع والفلسفة العميقة، وبين الرفاهية والتمكين. تجربة تترك أثراً يتجاوز ساعات وجودك هناك، ليصاحبك بعدها شعور بالسلام الداخلي والطاقة الإيجابية.

وفي ظل هذا التنوّع الاستثنائي في العروض، يبدو واضحاً أن دبي أضافت إلى قائمتها وجهة رائدة ستعيد صياغة مفهوم السبا في المنطقة، وتجعل من العافية تجربة شمولية تتجاوز الترف لتصبح أسلوب حياة.