ها هو موسم ربيع/صيف 2026 قد بدأ يلوح في الأفق كحدث استثنائي لا يتكرر في عالم الموضة سوى مرة واحدة في كل جيل.
إذ نادراً ما نشهد تغييرات جذرية بهذا الحجم على مستوى مديري الإبداع، حيث تتوالى التعيينات الجديدة لتتولى القيادة في معظم دور الأزياء العالمية الكبرى. من الدور العريقة ذات الإرث التاريخي الكبير إلى المشاغل التجريبية الطموحة، يخطو جيل جديد إلى الأمام، برؤى متفردة عاقد العزم على إعادة صياغة مفاهيم الفخامة وقواعدها.
بالنسبة لهواة الجمع والاقتناء وعشاق الموضة والمتعمقين في هذا الفن، فليس هذا موسماً يمكن تجاوزه.
بل قد يكون من الحكمة مقاومة إغراء موسم خريف/شتاء 2025 بالكامل، وتأجيل الاستثمارات في عالم الأزياء إلى موسم ربيع/صيف 2026. فهذه المجموعات الافتتاحية لن تقتصر على رسم ملامح العقد المقبل من الموضة فحسب، بل سترسم ملامح العقد القادم وستُذكر لاحقًا كلحظة مفصلية غيرت مسار صناعة الأزياء.
وهنا نستعرض لكم أبرز المصممين الذين سيكشفون عن أولى مجموعاتهم في دور جديدة خلال أسابيع الموضة المقبلة.
ماتيو بليزي في دار شانيل
يُعتبر انتقال ماتيو بليزي إلى دار شانيل واحداً من أكثر التعيينات المنتظرة في عالم الموضة. فبعد أن ضخ روحاً جديدة في بوتيغا فينيتا عبر مقاربة فكرية مميزة للحِرفية وبناء التشكيل، يجد نفسه اليوم أمام التحدي الأكبر، قيادة دار الأزياء الفرنسية الأيقونية.
تقوم دار شانيل على رموز أساسية وخالدة وضعتها مؤسستها: التويد، اللؤلؤ، الكاميليا، والفستان الأسود القصير. ومع ذلك، تبقى مطالبة دومًا بالتجديد والابتكار لتحافظ على صدارة المشهد. هنا تكمن قوة بليزي وقدرته على التنقيب في التراث وإعادة صياغته بلمسة عصرية مدهشة، وهو ما ظهر بوضوح في مجموعاته التي نالت استحسانًا واسعًا في بوتيغا.
عرضه الأول لموسم ربيع/صيف 2026 في شانيل لن يُقيَّم فقط من حيث جماله، بل أيضًا من حيث قدرته على إعادة صياغة إرث كوكو شانيل للأجيال القادمة. من المتوقع أن يقدّم أقمشة تويد متقنة الصنع، ولمسات سريالية هادئة، وربما حتى إعادة ابتكار جذرية لبدلة شانيل الكلاسيكية. هذه ليست مجرد مجموعة جديدة، بل فصل جديد من تاريخ الموضة يُكتب أمام أعيننا، حيث ستحمل كل قطعة ثِقَل واحد من أهم العروض المنتظرة منذ عقود.

جوناثان أندرسون في دار ديور
لم يشعل أي تعيين في عالم الموضة الحماس مثل انضمام جوناثان أندرسون إلى ديور. المعروف بذكائه المتمرّد وقدرته على تحويل الحِرفة إلى سرديات حالمة في JW Anderson وLoewe، يجد أندرسون نفسه الآن أمام أحد أعظم دور الأزياء الفرنسية وأكثرها تأثيرًا في صياغة مفهوم الأنوثة الحديثة.
التحدي هائل: فديور ليست مجرد دار أزياء، بل أيقونة عالمية تجمع بين الإرث والهيمنة العالمية، حيث تتابع كل مجموعة لها من قبل لملايين من الأنظار وتخضع كل تفصيلة فيها للتدقيق. أما مهمة أندرسون الأصعب فتكمن في إيجاد التوازن بين جرأته الساخرة المتمرد وإرث ديور القائم على الأناقة الخالدة. وقد منحتنا مجموعته الرجالية الأولى للدار لمحة أولية عن الاتجاه الجديد الذي يقوده، إذ لاقت استحسانًا واسعًا وأشعلت الحماس للعروض المقبلة.
أما ظهوره المرتقب لمجموعة ربيع/صيف 2026 النسائية، فمن المتوقَّع أن يكون حدثًا ثقافيًا بامتياز، يتجاوز حدود منصة العرض. فهل سيعيد صياغة سترة الـ "بار" الشهيرة أكثر التصاميم أيقونية في تاريخ الموضة، أم سيتجرأ على هدمها ليبني تصورًا جديدًا بالكامل؟
تكمن عبقرية أندرسون في جعل المألوف غريبًا، والغريب مرغوبًا إلى حدّ الافتتان.
بالنسبة لهواة الجمع والمتابعين، ستكون ديور بنكهة أندرسون بمثابة الجائزة الكبرى: قطع تجمع بين الإبداع السريالي والجاذبية الخالدة. وإذا نجح في تحقيق التوازن، فلن يكتب فصلًا جديدًا في تاريخ ديور فحسب، بل سيعيد رسم مستقبلها بأكمله.

لويز تراتر في بوتيغا فينيتا
تُعدّ انضمام لويز تراتر إلى بوتيغا فينيتا واحد من أكثر التعيينات إثارة للاهتمام هذا الموسم، وهي المصممة الأنثى الوحيدة ضمن هذه القائمة. اشتهرت تراتر خلال فترة عملها في لاكوست، حيث أعادت تعريف قواعد الفخامة الكاجوال بأسلوب بسيط وأنيق، مقدمة رؤية فكرية دقيقة وصارمة تنسجم مع دار عُرفت بمهارتها الحرفية المتفردة.
تتجسد هوية بوتيغا في نسجها، والأعمال الجلدية الشهيرة "إنتريتشياتو"، وفي القَصّات التي تتحدث بهدوء لكنها تفرض حضورها بقوة. لطالما كانت تراتر مدافعة عن الأناقة العملية، الملابس التي تهمس بدلاً منأن تصرخ، ما يجعلها وريثة طبيعية لروح بوتيغا.
لكن ما يثير الترقب حول ظهورها الأول هو التساؤل حول ما إذا كانت ستضيف للدار عمقًا عاطفيًا يوازي براعتها التقنية. هل ستظل متمسكة بقوة الفخامة الهادئة، أم ستجرؤ على كسر القواعد عبر استخدام خامات غير متوقعة، أو إكسسوارات جريئة، أو قصّات أكثر حدة؟
إن موسم ربيع وصيف 2026 سيكون فرصتها لرسم ملامح بوتيغا فينيتا في العقد القادم، ومن المؤكد أن هواة الجمع وعشاق الموضة سيكونون على أهبة الانتظار لمتابعة كل خطوة.

جاك ماكولو ولزارو هيرنانديز في لوِيْفي
يعدّ تعيين جاك ماكولو ولزارو هيرنانديز، الثنائي الإبداعي خلف علامة Proenza Schouler، في دار لوِيْفي خطوة مثيرة للاهتمام تعكس تحولاً كبيراً في مسار الدار الإسبانية هذا الموسم. يشتهر الثنائي بقراءة ذكية تجاه الأزياء الرياضية الأمريكية، والخامات التجريبية، والقصات الهندسية الدقيقة، والأسلوب البسيط الذي يحمل بين طياته بعداً فكرياً، والآن أصبحا يرثان واحدة من أبرز دور الأزياء الإسبانية المعروفة بحرفيتها ودقتها العالية.
في عهد جوناثان أندرسون ارتبط اسم لوِيْفي بالخيال السريالي والحرفية في أبهى صورها. أما الآن يتركز السؤال على الطريقة التي سيقود بها ماكولو وهيرنانديز هذا الإرث نحو المستقبل. لطالما كانت تكمن قوتهما في مزج العملية مع التعبير الفني، وسيكون موسم ربيع وصيف 2026 اختباراً حقيقياً لقدرتهم على دمج إرث لوِيْفي في صناعة الجلد مع ميلهما نحو الأناقة العصرية.
هل سيحافظان على الروح المرحة التي أضفاها أندرسون على الدار، أم سيمنحانها طابعاً أكثر صرامة وحداثة؟ مهما كان الجواب، فإن ظهورهما الأول سيكون من أكثر العروض التي ستخضع للمتابعة والتحليل الدقيق هذا الموسم. ومن المتوقع أن تصبح القطع محط أنظار هواة الجمع لامتلاكها، لما ستحمله من مزيج فريد بين الحرفية الأوروبية والواقعية العملية لنيويورك.

داريو فيتالي في فيرساتشي
يفتح تعيين داريو فيتالي في دار فيرساتشي فصلاً جديداً وجريئاً في مسيرة الدار الشهيرة بفخامة عالية النبرة وجرأة لا تخشى التحدي. فقد صنع فيتالي اسمه عبر سنوات من الاتقان في فن الخياطة وفهمه العميق للأنوثة العصرية، وهو الآن يرث إرثًا تحدده جرأة جياني في الاستفزاز وتصميمات دوناتيلا المكثفة والمبالغ فيها بلا اعتذار. ولكن، وبخلاف العديد من معاصريه، يبدو أن فيتالي عازم على صقل حدة العلامة بدلاً من تخفيفها.
تشير المؤشرات الأولية إلى تركيز متجدد على الجذور الإيطالية لدار فيرساتشي، من خلال قصّات تنحت الجسم بدقة معمارية، وخامات تلمع بثقة طاغية، ولوحات لونية تغازل بلا خجل. وبفضل خلفيته التي تجمع بين الحرفية التقليدية والابتكار المستقبلي، يمتلك فيتالي القدرة على تقديم مجموعة لا تكرر نجاحات الماضي، بل تعيد صياغتها لعصر جديد من القوة في الأناقة.
في عصر تتجه فيه الموضة أحيانًا نحو الفخامة الهادئة، قد تظهر فيرساتشي تحت قيادته كوجهة جريئة: فاخرة، ملفتة، ولا تُنسى على الإطلاق. وسيكشف موسم ربيع وصيف 2026 عما إذا كان فيتالي قادرًا على إعادة إشعال نار الدار الأسطورية، وإذا نجح، فستصبح هذه القطع بلا شك قطعًا مرغوبة في خزائن هواة الجمع.

بييرباولو بيتشولي في بالينسياغا
لا تزال الصدمة التي أحدثها انتقال بييرباولو بيتشولي من فالنتينو إلى دار بالينسياغا تتردد في أوساط عالم الموضة. بعد عقود قضّاها في دار فالنتينو، حيث أصبح مرادفًا للرومانسية والألوان والسرد العاطفي، يجد بيتشولي نفسه اليوم أمام دار تتسم بحوافها الحادة وروحها الساخرة وإثارتها للجدل. هذه المفارقة بين رؤيته الشعرية وقوانين بالينسياغا الصارمة هو ما يجعل هذا التعيين محفوفاً بالترقب والإثارة.
يتساءل الجميع: هل سيخفف بيتشولي من الطابع المستقبلي القاسي لدار بالينسياغا، مضيفًا لمسات من الإنسانية والجمال؟ أم سيكيّف نفسه، ليتم تصفية رومانسية بيتشولي من خلال منظور استفزازات ديمنا المفهومية؟
في موسم ربيع وصيف 2026، يتوقع المطلعون مواجهة حتمية، وربما مصالحة، بين فكرتين متناقضتين على ما يبدو. وستكون النتائج لا تُفوَّت، إذ سيعتبر هواة جمع القطع هذه المجموعة بمثابة لحظة مفصلية تاريخية، حيث ستروي الملابس قصة كيف أعاد أحد أعظم رومانسيي الموضة تصور واحدة من أكثر العلامات التجارية إثارة للجدل.

سيموني بيلوتّي في جيل ساندر
لطالما كانت دار جيل ساندر تمثل المعبد الأعلى للبساطة، حيث يُحتفى بالانضباط ويُستبعد الإفراط والتكلُف بالأناقة. ومع دخول سيموني بيلوتّي، الذي صقل مهاراته بهدوء في دور مثل غوتشي ودولتشي آند غابانا، والأهم مؤخرًا داخل استوديو جيل ساندر نفسه، يُضاف فصل جديد لهذه الرؤية الدقيقة.
بيلوتّي ليس غريبًا قادماً بحركات استعراضية، بل هو وصي على قوانين الدار القائمة، يعيد رفعها إلى مستوى يعكس استمرارية خط دقيق يتطلب الحذر والانضباط. ومن المتوقع أن يحمل عمله روح الحداثة الدقيقة التي رسمها لوسي ولوك ماير، مع لمسة أكبر من السيولة وربما إيحاء من الحسية تحت غلاف الدقة المتناهية.
لموسم ربيع وصيف 2026، سيراقب المطلعون على الموضة ما إذا كان بيلوتّي قادرًا على إبقاء جيل ساندر مواكبة للحداثة في مشهد تهيمن عليه المظاهر. وإذا نجح، فإن ظهوره الأول سيؤكد أن البساطة المتقنة، يمكن أن تكون أكثر التصريحات جرأةً على الإطلاق.

ميغيل كاسترو فريتاس في موغلر
قلة من دور الأزياء تتطلب الجرأة كما تفعل موغلر، وميغيل كاسترو فريتاس يدخل الساحة بسجل حافل في دفع حدود التصميم إلى أقصاها. أسس تييري موغلر إمبراطوريته على التحدي النحتي، الأكتاف الحادة، الخصر المحدد، والدرامية التي حولت الملابس إلى عروض فنية حيّة. فريتاس، المعروف بتصاميمه الجريئة ونهجه الصريح في التعبير عن الأنوثة، يبدو مستعدًا لحمل هذه الشعلة.
مجموعة موغلر تحت قيادته تعد بأن تكون جسرًا بين الماضي والمستقبل، مستوحاة من هوس الدار بهندسة الجسم، مع استكشاف تقنيات جديدة في الخياطة والعرض. ومع نجاح كيسي كادوالادر مؤخرًا في إثبات قدرة موغلر على البقاء مؤثرًا في عصر اللحظات الفيروسية، يرث فريتاس دارًا تعج برأس المال الثقافي.
السؤال الأبرز: هل سيتمكن من الحفاظ على جرأة موغلر دون الانزلاق إلى المبالغة؟
من المتوقع أن يكون موسم ربيع وصيف 2026 عرضًا مذهلًا، لكن بعيدًا عن البهرجة، سيركز جامعو القطع على الملابس التي تجسد هوية موغلر الحقيقية: تصاميم تحوّل مرتديها إلى كائنات أخرى، وإذا نجح فريتاس، ستصبح هذه القطع على الفور أيقونات خالدة.

مارك توماس في كارفن
لطالما كانت كارفن دار أزياء تتأرجح بين سحر الإرث الكلاسيكي وملاءمة العصر الحديث، وتحت قيادة مارك توماس قد تجد أخيرًا إيقاعها الخاص من جديد. توماس، الذي سبق له أن أحدث ضجة في جوزيف وعمل كمدير إبداعي لقسم الملابس الرجالية في جيفنشي، هو مصمم يفهم تمامًا قوة القصّ والتناسب في صناعة الموضة. تصاميمه غالبًا ما توازن بين الرقي الباريسي والحس العصري، وهو بالضبط ما تحتاجه كارفن لإعادة إشعال جاذبيتها.
كانت الدار معروفة سابقًا بجعل الموضة الباريسية في متناول الجميع من خلال تصاميمها الأنيقة والعملية في الوقت ذاته، والآن تمتلك كارفن الفرصة لاستعادة صوتها في عالم الموضة المعاصر المزدحم. لموسم ربيع وصيف 2026، من المتوقع أن يعتمد توماس على الخياطة النظيفة، والأزياء اليومية البسيطة، ولمسات أنثوية رقيقة. على جامعي القطع توقع خزانة ملابس تعتمد على التنوع والمرونة بدلاً من التجديد المبالغ فيه، قطع يمكن ارتداؤها بسهولة من العمل إلى الأمسيات، لتجسد ذلك المفهوم الفرنسي الأصيل للأناقة العملية. إذا نجحت هذه الرؤية، فقد يمثل هذا لحظة نهضة لكارفن، ويكون توماس المهندس المبدع والصبور وراءها.

غلين مارتينز في ميزون مارجيلا
تُعرف ميزون مارجيلا بكونها دار أزياء تزدهر على التحريف والتمرد، وغلين مارتينز ربما هو المصمم الوحيد اليوم القادر على حمل شعلة هذا النهج بكل اقتناع. مارتينز، المعروف بأعماله في Y/Project، حيث كان يحوّل القطع المألوفة إلى تصاميم مشوّهة ومتقدمة، بنى سمعة قوية في إعادة تعريف العلاقة بين الموضة والجسد. في مارجيلا، يرث إرث جون غاليانو المرتبط بالتفكيك الرومانسي، والتحدي يكمن في تحقيق التوازن بين الطابع المسرحي وقابلية الارتداء.
يمتاز مارتينز بدفع الحدود دائمًا إلى الأمام، كما برهن على ذلك في عرضه الأول للـ Couture للدار، مع الحفاظ على حس فكاهي ذكي، ومن المتوقع أن نشهد في ربيع وصيف 2026 مزجًا بين رموز مارجيلا الأرشيفية، مثل الخياطة المعاد استخدامها، والتأثيرات البصرية (trompe-l’œil)، والنهايات الخام، مع لمسته المعمارية الفريدة. بالنسبة لجامعي القطع، يمثل هذا العرض فرصة لامتلاك الموضة كفن مفهومي، حيث من المرجح أن تصبح هذه القطع نقاط نقاش ثقافية بقدر ما هي عناصر أساسية في خزانة الملابس. مارجيلا تحت قيادة مارتينز لن تكون لمحبي الأشكال التقليدية، لكنها ستكون ضرورية لكل من يؤمن بالموضة كأداة تحفيز فكري.

دوران لانتينك في جان بول غوتييه
في دار جان بول غوتييه، حافظت تقليدية اعتماد مصممين ضيوف على إبقاء العلامة حية بحيوية متجددة ومنظورات جديدة، لكن تعيين دوران لانتينك كمدير إبداعي يشير إلى مرحلة من الديمومة والتغيير الجذري. يُعرف لانتينك بأسلوبه الجريء في إعادة التدوير والاستدامة، حيث يجلب طاقة متمردة تتناغم تمامًا مع إرث غوتييه في تحدي الأعراف والقواعد التقليدية. غالبًا ما يمزج عمله بين الفخامة والمواد المهملة، ليخلق قطعًا فريدة تتحدى جوهر الاستهلاك نفسه.
في جان بول غوتييه، من المتوقع أن يتجسد هذا النهج في مجموعات الأزياء الراقية (Couture) التي تجمع بين الإثارة والجدوى، وتكون مرتبطة بشكل مباشر بالنقاشات المعاصرة حول البصمة البيئية لصناعة الموضة. يمكن توقع كورسيهات مصنوعة من أقمشة غير متوقعة، وخياطة تجمع بين قطع أرشيفية، ومدرج عروض يتحول إلى بيان واضح للفكر الإبداعي. بالنسبة لجامعي القطع، سيكون عرض لانتينك الأول جذابًا بشكل خاص لأنه يجمع بين الموضة والنشاط الاجتماعي، حيث لا تبرز القطع بصريًا فحسب، بل تحمل أيضًا ثقل التعليق الثقافي والمغزى البيئي.

ديمنا في غوتشي
أخيرًا، سيتجه كل الاهتمام إلى ديمنا، الذي سيظهر للمرة الأولى في دار غوتشي في مارس 2026. تشهد الدار مرحلة انتقالية بعد عصر أليساندرو ميشيل المليء بالفخامة المبالغ فيها، والفترة القصيرة لساباتو دي سارنو، حيث تحتاج غوتشي الآن إلى رؤية جديدة واضحة. يأتي تعيين ديمنا بمثابة رهان على دماء جديدة ومنظور حديث قادر على احتضان ازدواجية غوتشي: بين التراث الفاخر وإعادة الابتكار الجريئة.
حتى الآن، لم يُكشف الكثير عن توجهه الإبداعي، لكن مجرد الترقب وحده يثير النقاشات في صناعة الموضة. هل سيستند إلى أرشيف غوتشي، معيدًا بريق سحر توم فورد الهيدوني؟ أم سيمضي في مسار جديد تمامًا؟ من المرجح أن يحدد عرضه الأول النغمة ليس فقط لغوتشي، بل لصناعة الموضة ككل، نظرًا لتأثير العلامة الثقافي الكبير. بالنسبة لجامعي القطع، ستكون هذه المجموعة ضرورية، إذ تمثل فرصة للحصول على الفصل الأول من ما قد يكون عصرًا جديدًا وتحوليًا لغوتشي.
