كل ما هو رائج هذا الخريف: لمحة عن أحدث صيحات الموضة لخريف ٢٠٢٥

Sep 25, 2025

No items found.

مقالات رشا الصباح

هناك سحرٌ خاص في بداية الخريف، ذاك الانتقال الهادئ من حرارة الصيف إلى برودة الأيام المقبلة، وكأن الطبيعة نفسها تعيد ترتيب ألوانها وخطوطها. ولعل الموضة هذا الموسم لم تكن بعيدة عن هذه التحوّلات، حيث جاء موسم خريف 2025 ليترجم المزاج العالمي في إطلالات تحمل بين طياتها شيئاً من الحنين، وجرعة من الجرأة، ولمسة من الحلم.

منذ اللحظة الأولى التي تشاهد فيها العروض، سيلفتك أن الطبقات عادت بقوة، ولكن بروح جديدة. لم تعد مجرد وسيلة للتدفئة، بل تحولت إلى مساحة للتعبير عن هوية متعددة في إطلالة واحدة. ففي عرض Dior، رأينا التنانير الحريرية تنسدل فوق البناطيل الكلاسيكية.

بينما قدّم Dries Van Noten معاطف طويلة بأقمشة فريدة تتداخل مع كنزات محبوكة بإتقان، في لوحة بصرية توازن بين الحماية والجرأة.

وكأن المصممين أرادوا أن يقولوا أن الأمان في الخريف لا يعني التخفي، بل القدرة على الكشف عن هويات متعددة في إطلالة واحدة.

أما الألوان، فقد كانت لغة بحد ذاتها. بعيداً عن الأسود والرمادي المعتادين هيمنت درجات البني العسلي، والأخضر الزيتوني، والنبيذي، لكنها لم تكن وحدها. فقد أضافت لمسات من الأحمر القرمزي في عرض Valentino، والبرتقالي المحترق في Etro طاقة نابضة بالحياة، لتذكّرنا أن الخريف ليس موسماً خامداً، بل مرحلة غنية بالتناقضات.

استوقفتني تلك التناقضات اللونية التي بدت وكأنها تحاكي خريطة مشاعرنا اليومية، بين السكون والانفعال، وبين الطمأنينة والمفاجأة.

الأقمشة أيضاً حملت بصمتها الواضحة. حيث أعادت Gucci المخمل إلى الواجهة في تصاميم تمزج الفخامة بالعصرية.

فيما قدّمت Stella McCartney أقمشة صوفية مستدامة بحياكات مبتكرة ثلاثية الأبعاد، لتثبت أن الاستدامة يمكن أن تكون أنيقة بقدر ما هي واعية. حتى الأقمشة العملية مثل النايلون، ظهرت في عروض Prada بلمسة فاخرة جعلتها صالحة للمنصة كما للشارع.

ولم يغفل المصممون عن الجانب العملي الذي بات ضرورياً في الحياة اليومية. فقد شاهدنا الحقائب الكبيرة في عروض Michael Kors، والتي عادت لتقول إن المرأة اليوم تريد مساحة أكبر لحياتها اليومية.

والأحذية المريحة التي تنوعت بين البوت العسكري والأحذية الرياضية الفاخرة في Miu Miu، جسّدت مفهوم الأناقة العملية وأثبتت أن الجمال لا ينفصل عن الراحة.

ما يميز خريف 2025 بحق هو تلك القدرة على الموازنة بين الحلم والواقع. فهو موسم يعيد صياغة علاقتنا بالموضة كوسيلة للتعبير عن الذات، لا مجرد تقليد لاتجاهات منصات العرض. يعلمنا كيف نبطئ إيقاعنا، نلتف بالطبقات، نحتضن الألوان الدافئة، ونختار أقمشة تروي قصصاً عن الحنين والتجدد.