بقلم: جيسيكا ميشالت، ترجمة: ميس حاتم
مع إطلاق مجموعة المكياج الأولى لأسطورة التجميل "دام بات ماكغراث" مع La Beauté Louis Vuitton، يأخذنا 3OUD في جولة ليستعرض بعضاً من أبرز تحوّلاتها الجمالية التي تركت بصمتها في أشهر دور الأزياء العالمية.

هناك اسم واحد غيّر إلى الأبد بصمة الجمال على منصات عروض الأزياء، إنه بات ماكغراث. فهي معروفة بابتكارها لأكثر الإطلالات الجمالية تميزاً في تاريخ الموضة، حيث أصبحت لمستها مرادفاً للدراما البصرية، والخامات الحسية الفائقة، والفهم العميق لكيفية قدرة الجمال على الارتقاء بمجموعة أزياء، بل أحياناً التفوق عليها.
ما يميز ماكغراث هو جرأتها. فهي لا تعمل وفق مخططات للوجه أو رسومات مسبقة، بل فنّها عفوي، حسي، يتشكل في اللحظة، ويقوده إحساس شخصي عميق بالإيقاع البصري.
وبينما يعتمد معظم خبراء التجميل على الدقة باستخدام الفُرش، اشتهرت ماكغراث باستخدام يديها، حيث تقوم "بنحت" الألوان والخامات مباشرة على البشرة بلمسة تكاد تكون سحرية. وفي صناعة تميل إلى التكرار، يبقى عملها مدهشاً لأنه في تطور دائم.
Maison Margiela ربيع/صيف 2024
من أكثر الإطلالات التي بقيت عالقة في الأذهان حتى بعد عام كامل من ظهورها الأول على المنصة، تلك البشرة الزجاجية الأسطورية التي ابتكرتها ماكغراث في عرض أزياء مايسون مارجيلا لربيع وصيف ٢٠٢٤. لمسة نهائية برّاقة أشبه بالخزف، عاكسة للضوء إلى درجة جعلت منها ظاهرة بصرية انتشرت بآلاف الدروس التعليمية. استخذمت ماكغراث طبقات مخصصة من اللمعان لابتكار إشراقة دميوية تمحو الحدود بين الإنسان والدمية. مقدّمة وجهاً بدا مصطنعاً بشكل غريب لكنه هشّ إلى حد يلامس المشاعر.
لم تكن مجرد إطلالة جميلة، بل كانت بياناً فلسفياً حول هوية الإنسان وأدائه.

Dior Couture ربيع/صيف 2004
قبل عشرين عاماً، وفي واحدة من أكثر مجموعات جون جاليانو جرأةً، أبدعت ماكغراث وجوهاً بتفاصيل ذهبية نحتية بدت أشبه بقطع من لوحة "كليمت"، بينما ظهرت العارضات في عرض كريستيان ديور لربيع وصيف عام ٢٠٠٤ كما لو أنهن خرجن لتوهن من جدارية مصرية ملوّنة.

Givenchy ربيع/صيف 2010
في كواليس عرض الأزياء الراقية لدار جيفنشي لربيع وصيف ٢٠١٠، كسرت ماكغراث قواعد الجمال غير المعلنة لعقود، حيث كان القانون لمكياج المنصات واضحاً، وهو إما التركيز على العينين أو الشفاه، لكن ليس كليهما معاً. فبدلاً من ذلك، قدمت العارضات بعيون دخانية لامعة وشفاه حمراء قوية. لم يتنافس العنصران على الانتباه، بل عززا قوة بعضهما البعض. وبعد خمسة عشر عاماً، لا يزال هذا اللوك يُعاد تفسيره، ليس لأنه أخاذ فحسب، بل لأنه شكل نقطة تحول وهي تذكير بأن الجمال، مثل الموضة، يبلغ ذروته عندما يتحدى التوقعات.

Valentino ربيع 2019
في عرض فالنتينو لربيع ٢٠١٩ أبهرت ماكغراث العالم بتحويل رموش العارضات إلى بتلات مزهرة، متماشية تماماً مع احتفال المصمم بيرباولو بيتشيولي بالزخارف النباتية. رموش ريشية تحيط بالعين كزهور رقيقة متحركة، أو أزهار مرسومة يدوياً ومرشوشة باللمعان تحيط بالعينين، لتمنح كل عارضة نظرة حالمة شبه سريالية.

Givenchy ربيع/صيف 2014
في تعاون درامي مع ريكاردو تيسكي، تجاوزت ماكغراث حدود الإبداع بابتكار أقنعة وجه باستخدام كريستالات سواروفسكي وتول رقيق، لتحوّل ثماني عارضات إلى قطع فنية نابضة بالحياة في عرض جيفنشي لربيع وصيف ٢٠١٤.

Viktor & Rolf ربيع 2017
أثبتت ماكغراث مجدداً في عرض أزياء Viktor & Rolf لربيع 2017، أنه عندما يتعلق الأمر بإعادة تعريف حدود الجمال، يبقى الوجه بالنسبة لها مجرد لوحة بيضاء. لكن هذه المرة، لم تستخدم البريق أو اللمعان، بل الخيوط. في لمسة غير متوقعة قامت بلصق خيوط رفيعة على الجفون ممتدة إلى الخارج لتخلق جناح عين معماري حاد، وأضافت طبقات من الأصباغ الذهبية والفضية، لتمنح توازناً مدهشاً بين الملمس الخام واللمعان المعدني، مقدّمة إطلالة جريئة لكنها في الوقت ذاته بسيطة الطابع.

Anna Sui ربيع/صيف 2018
قبل سنوات من دخول موضة "الدموع اللامعة" والألوان الباستيلية الحالمة إلى الثقافة الشعبية عبر Euphoria، كانت ماكغراث ترسم معالمها حيث أثبتت أنها صاحبة رؤية وصانعة ذوق عندما أضفت بريقاً فضياً على جفون العارضات في عرض Anna Sui لربيع/صيف 2018، بطريقة عفوية حالمة، تستحضر روح الستينيات و"زهور" أنا سوي المميزة. لقد كان ذلك إيذاناً بعصر جديد للجمال المفرط والمليء بالمشاعر.
