المبيعات: ألعاب Labubu، بخاخات اليد Touchland، وعلب الشفاه Rhode تشكل عصر المتعة الفورية – حيث تمنح الرفاهيات الصغيرة والأنيقة شعوراً عاطفياً كبيراً.
مع الارتفاع الكبير في أسعار العلامات الفاخرة الكبرى، الذي جعل الكثيرين يعيدون التفكير في خيارات استثماراتهم، ومع موجة التغييرات الكبيرة في فرق المصممين لدى أشهر دور الأزياء العالمية، بدأ العديد من المستهلكين، خصوصاً المتسوقين الجدد في عالم الرفاهية، يتجهون نحو مشتريات أصغر حجماً وأقل كلفة لكنها عصرية، وتشكل وسيلة لإظهار فهمهم للاتجاهات الثقافية السائدة.
اليوم، ما يعيد رسم ملامح مفهوم "الطموح" في عالم الرفاهية لم يعد بالضرورة أحدث حقيبة It-Bag أو الحذاء الرياضي المحدود الإصدار، بل قد يكون موزع معقم اليدين من Touchland المصمم بعناية، أو غطاء هاتف آيفون من Rhode بتصميم أنيق تحمل بلسم الشفاه، أو حتى لعبة Labubu القابلة للجمع التي اجتاحت الإنترنت.
هذه ليست مجرد منتجات، بل رموز مكانة صغيرة، ورسائل جمالية، واستعراضات رقمية تتجمع كلها في تفاصيل دقيقة.

مرحباً بكم في عصر "الرفاهية المصغرة".
تقول ميمّا فيغليزيو، المستشارة الإبداعية والمحررة والخبيرة في قطاع الموضة:
"من منظور المستهلك، يعد هذا مثالاً واضحاً آخر على مدى قوة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل الاتجاهات والذوق والمواقف تجاه الموضة. لكن في كثير من الحالات، لا يعرف الناس فعلياً ما إذا كانت هذه المنتجات جيدة أو جميلة أو حتى مفيدة، إنهم فقط يريدون أن يكونوا جزءاً من الثقافة السائدة. يرغبون في إثبات حضورهم من خلال معرفة ومتابعة واقتناء الصيحة الحالية، سواء كانت بخاخ يد، تحدياً على إنستغرام، أو المقهى الأحدث في المدينة."
ما يقود هذا التحول ليس مجرد وعي المستهلك بالميزانية، بل يتجاوز ذلك. كما لاحظ كل من Business of Fashion والناقد والمؤرخ الموسيقي الأمريكي تيد جيويا، نحن نعيش في عصر "ثقافة الدوبامين" – حيث يتم تصميم المحتوى والاستهلاك وحتى الرفاهية لتوليد جرعات سريعة ومتكررة من المتعة. ففي وقت بات فيه التنقل المحموم للمنصات الرقمية أشبه برياضة أولمبية، وتبدو المتعة الفورية الخيار الوحيد الذي يسعى الجميع لتحقيقه، لم يعد الشعور بالمتعة مرتبطاً بامتلاك شيء نادر وباهظ الثمن، بل أصبح في لحظة الرفاهية المصغرة: تلك الجرعة المفاجئة من السعادة عند وصول منتج مصمم بعناية، فتحه، ومشاركته فوراً مع تعليق مختار بعناية على جميع وسائل التواصل الاجتماعي.
هنا يزدهر مفهوم "الرفاهية المصغرة". تدرك هذه العلامات التجارية أن في الاقتصاد البصري والفيروسي، يصبح التصميم هو القيمة. زجاجة بألوان باستيل مطفية، خط طباعي مخصص، ملمس حسي – ليست مجرد إضافات، بل هي جوهر المنتج نفسه. هي لا تبيع الإرث أو التاريخ، بل تبيع الحميمية الجمالية. ليست مصممة لتدوم كقطعة تورث، بل لتستمتع بها للحظة، صورة مسطحة بإضاءة مثالية في كل مرة.
تضيف ميمّا:
"من جانب العلامة التجارية، يعد هذا استخداماً استراتيجياً لوسائل التواصل الاجتماعي، ليس فقط من أجل الظهور، بل أيضاً كرد فعل على تراجع الاهتمام بالإكسسوارات التقليدية في عالم الموضة. ويرجع هذا التراجع جزئياً إلى شعور بالخيانة، وفقدان الثقة، وتزايد الإحباط، وصعوبة الحصول على العديد من المنتجات بسبب أسعارها المبالغ فيها."
اللاعبون الكبار في عالم الرفاهية يراقبون هذه الظاهرة عن كثب. فقد دخلت لويس فويتون مجال مستحضرات التجميل، وهو المجال التقليدي الذي يلجأ إليه المستهلكون الطموحون عند شراء أول منتج من علامة تجارية فاخرة. كما أن عودة "تعويذة حقيبة اليد الفاخرة"، التي طالما اعتنقتها دور مثل هيرمس وفندي، قدمت خيارات جديدة ومرحة. من كلوي، لويفي، فالنتينو، ميو ميو، ألايا وكوتش. ناهيك عن قطع المجوهرات العصرية ذات العلامة التجارية. تعمل هذه الدور الآن على تصغير رموزها إلى رفاهيات أصغر وأسهل للمشاركة. فالمكانة أصبحت الآن تأتي بأحجام مدمجة وتغليف عملي وسهل الحمل – جاهز للعرض على"إنستغرام"، لا للحفظ في الخزائن.
سواء كانت "الرفاهية المصغرة" مجرد صيحة عابرة، أو امتداداً مبتكراً لألعاب مثل Tamagotchi، أو إعادة ضبط حقيقية لمفهوم الرفاهية، فهذا ما سيكشفه الزمن. لكن في صناعة طالما طالبت بفهم رموز الرفاهية والوعي الثقافي (من ينسى للحظة حقيبة Burberry "المفرطة السعة" في مسلسل Succession)، قد تكون أقوى التصريحات اليوم هي تلك الأصغر حجماً.