بقلم: نورا السويطي
نجود الرميحي امرأة طموحة، أم لطفلين، رائدة أعمال، مؤثرة في الموضة والجمال على الانستقرام، خبيرة تسويق بشهادة من King's Business School في لندن. سواء كانت تشارك أحدث اكتشافاتها مع جمهور يبلغ حوالي ٥٠٠ ألف متابع أو توثق رحلاتها حول العالم قبل انتشار الوباء، فإن نجود تمتعنا بمحتواها باستمرار.
اجتمعت عود دوت كوم مع نجود لمناقشة تجربتها كمؤثرة على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحقيق التوازن بين حياتها كأم جديدة، وخططها المستقبلية.
أخبرينا قليلاً عن نفسك. كيف بدأتِ في عالم الموضة والجمال لأول مرة؟
أنا أم لطفلين وتخصصت في التسويق الدولي، واخترته كطالبة جامعية بالإضافة إلى دراسات ما بعد التخرج. ومع ذلك، أعتقد أن هذا ساهم كثيراً في عملي على وسائل التواصل الاجتماعي. لقد كنت مدونة للموضة والجمال منذ ٦ سنوات. أعتبر تجربتي فيها جميلة ودائماً في طور الاستمرار.
عندما بدأت مسيرتي المهنية في وسائل التواصل الاجتماعي لأول مرة، لم يكن الأمر مثل ما هو عليه الآن، كان في الواقع من المحرمات في مجتمعنا أن تكون شخصية علنية على وسائل التواصل الاجتماعي لم يكن من السهل التغلب على هذه الصور النمطية والتعامل مع كل وصمة العار التي تلتصق بصناعة الموضة والجمال، ولكنه كان دائماً شيئاً أردت القيام به وأنا متحمسة جداً له.
أنا شخصياً أحب التحدث أمام الجمهور والتواجد حول الناس منذ سن مبكرة. أشعر أن وسائل التواصل الاجتماعي هي نسخة طبق الأصل من ذلك، فهي تبني لنفسك وجوداً على الإنترنت، وتجعلك قادراً على إنشاء محتوى ذي قيمة وملاءمة.
عندما بدأت لأول مرة، كان الأمر عشوائياً بعض الشيء وكنت أختبر الوضع، ومع مرور الوقت تمكنت من الحصول على فهم واضح لنوع المحتوى الذي أرغب في مشاركته مع جمهوري.
ما الذي ألهمك لمتابعة وسائل التواصل الاجتماعي كمهنة؟
أحببت أنك وصفتها بأنها "مهنة"، لأنه حتى الآن لا يرى الكثير من الناس هذا على أنه عمل مستقل أو مصدر دخل أو طريقة للعيش يمكنك متابعتها بالفعل. أتذكر أن واحدة من أجمل المقابلات التي شاهدتها على الإطلاق كانت تلك التي أجراها مقدم البرامج التلفزيونية ومقدم البث جو روغان حيث أجرى مقابلة مع رائد الأعمال نافال رافيكانت. في هذه المقابلة، كان نافال يتحدث عن وظائف العصر الحديث، وكيف أن هناك الكثير لاكتشافه عبر الإنترنت، والكثير من الأموال التي من الممكن جنيها في الصناعات الجديدة التي لم يتم استغلالها من قبل، فقد كان يخبر روغان بأنه "لو أخبرتك قبل ١٠ سنوات أنك ستنشر البث الصوتي من أجل لقمة العيش ربما كنت ستضحك عليّ".
وأشعر أن الأمر نفسه ينطبق على وسائل التواصل الاجتماعي. إنها مهنة تتطلب الكثير من الطاقة وتتطلب الكثير من البحث والاهتمام والاتساق والحضور المناسب، سواء في جلسات التصوير أو المناسبات أو التعاون اليومي مع العملاء. ما زلت أحبه، وأحب ديناميكياته وكيف يتغير باستمرار. تحتاج دائماً إلى رفع مستوى لعبتك وتحتاج دائماً إلى تقديم شيء أفضل والنمو ومواكبة ما يحدث. إنها صناعة ليست بسهلة ولكني أحبها. هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعلني أستمر.
كيف تطور محتوى الانستقرام الخاص بكِ بمرور الوقت؟ أي نقاط تحول محددة؟
أعتقد أن هذا سؤال مثير للاهتمام للغاية وهو يسلط الضوء على وجهة نظري حول الحاجة إلى التطور مع المحتوى الخاص بكِ. إذا قمت بالتمرير لأسفل في instafeed، فستجدين المخرجات والمحتوى تطورت مع مرور الوقت. نقطة تحول بالنسبة لي هي العمل مع أحد أكثر الأشخاص ذكاءً . لقد طلبت المساعدة من إحدى صديقاتي، وهي مصممة أزياء تدعى دينا البكر، وشاركت معها أنني أحسست وكأنني في مرحلة أشعر فيها بأنني عالقة وأريد بث الرسائل التي أرغب بتوصيلها بطريقة جذابة من الناحية الجمالية والمرئية، وقد ساعدتني كثيراً فيما يتعلق بتغيير المحتوى الخاص بي، من خلال إنشاء محتوى متسق ويمثلني. أشعر حقاً أن خلاصتي قد تطورت بطريقة إيجابية على مدار السنوات الماضية.
بالطبع، هناك بعض الأوقات العصيبة، في بعض الأيام لست منظمة كما هو الحال الآن على سبيل المثال لأنني أعتني بطفلتي المولودة حديثاً. ومع ذلك، عندما أسافر في رحلات صحفية، فإن وقتي يصبح مكرساً بالكامل للوظيفة وأتأكد من تقديم المحتوى وفقاً لتوقعات عملائي.
ما هو الجزء المبالغ به من العمل في وسائل التواصل الاجتماعي؟
الجزء الأكثر مبالغةً بالعمل في وسائل التواصل الاجتماعي هو أن الناس يفترضون أنك تحصل على كل شيء بسهولة، وأنك تحصل على هدايا مجانية طوال الوقت، وما زلت أقول لا شيء بالمجان.
عندما أتلقى مجموعة هدايا من العلاقات العامة للعلامات التجارية، فإن الغرض الأساسي منها هو الترويج للمنتجات وإنشاء محتوى جديد لها، وهذا يتطلب الكثير من العمل. مع وسائل التواصل الاجتماعي، ليس لوظيفتي ساعات عمل معينة، في بعض الأيام أعمل لمدة ٨ ساعات وفي أحيان أخرى قد أعمل لمدة ١٨ ساعة في اليوم! ويجب أن أبدو دائماً لائقةً ورائعة، ويمكن أن يكون ذلك مستهلكاً جداً لطاقتي.
ما هو الشيء الوحيد الذي أنجزتهِ في حياتكِ المهنية والذي تفخرين به؟
أنا فخورة بالعديد من اللحظات، بالنسبة لي سأفعل دائماً شيئاً أحبه حقاً وأسعى لشيءٍ كان الجميع ضده. كما أشعر بالفخر الشديد بالعمل مع أكثر الأسماء شهرة في هذه الصناعة.
على المستوى الشخصي، أنا أيضاً فخورة جداً بنفسي لإكمال درجة الماجستير لأن العديد نصحني بعدم جدوى متابعة التعليم العالي، واعتقدوا أنها مضيعة للوقت، واستطعت أن أثبت لهم أنهم مخطئون. لقد تعلمت في الواقع أن أكون أقوى وأن أصبح تلك المرأة التي أنا عليها اليوم.
ما هي النصيحة التي تقدمينها للمهتمين ببناء شخصية مؤثرة على الإنترنت؟
- لا تهتمي بزيادة عدد متابعيك، لأن هذا سيجعلك تفقدين التركيز على ما هو أكثر أهمية، وهو إنشاء محتوى ذي قيمة.
- ابحثي عن شيء تريدين حقاً تقديمه، ما نوع الخدمة التي تريدين تقديمها لمتابعيكِ؟
- ابحثي عن نقاط قوتكِ، وقومي بالتجربة.
- لا بأس أن تفشلي أو ترتكبي بعض الأخطاء، فمن منا لا يخطئ؟!
- الالتزام هو المفتاح في هذه الصناعة.
من هم مصممو الأزياء المفضلين لديكِ على المستوى الدولي وفي منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا؟
أنا مخلصة جداً لماركة ديور. إنها علامتي التجارية المفضلة لأنها أنثوية للغاية وأنيقة. أنا أيضاً أحب العديد من العلامات التجارية الجورجية مثل MATÉRIEL والمواهب الناشئة الأخرى من تبليسي التي ترفع توقعات الموضة المعاصرة. كما أحب هيرمس أيضاً، فهي قوية جداً كعلامة تجارية.
أما بالنسبة للمصممين المحليين، فلدينا العديد من المواهب في منطقتنا، والماركة المفضلة لدي هي هديل الحسين، التي تعاونت معها مرة واحدة، إنها رائعة كمصممة وهي محترفة للغاية.
ما هي أغلى الأشياء في خزانتكِ ولماذا؟
لدي حقيبة سيلين اشتريتها خلال شهر العسل، من المؤسف حقاً أن أرى سيلين غير نشطة مؤخراً، وهذا أمر محزن. بالنسبة لي، هذه الحقيبة مختلفة تماماً عن أي شيء لدي في خزانة ملابسي لأنها تحمل قيمة عاطفية. لدي أيضاً قطعتان من جدتي القريبة جداً إلى قلبي، كما هنالك قطعاً أخرى اشتريتها كمكافأة لنفسي للعمل الجاد الذي بذلته، كما هو الحال عندما تخرجت.
ما هي المنتجات الثلاثة التي تحتفظين بها دائماً في حقيبة مكياجكِ؟
قلم تحديد الشفاه والكونسيلر وأحمر الخدود.
شاركينا بنصيحة جمال واحدة دائما تلتزمين بها؟
العناية الجيدة بالبشرة هي كل شيء. إنها أساس الجمال، أنا من أشد المؤمنين بالروتين الجيد للبشرة. ربما جربت كل منتج للبشرة في السوق.
ما هي أكثر طقوس حب الذات التي تقومين بها مؤخراً؟
بالنسبة لي، أن أتسلل إلى غرفة نوم ابنتيّ في منتصف الليل، وأشاهدهما نائمتين بكل سلام. إنهما يدفعانني للجنون في الصباح ولكن في اللحظة التي أراهما فيها نائمتين في الليل، أنسى كل شيء حولي، إنه علاجي المفضل.
أيضاً لا أستهين أبداً بالمساج الجيد، فهو يساعد دائماً على تجديد الذات.
ما الدروس التي تعلمتها من هذا الوباء؟
أحد أكبر الدروس التي تعلمتها من هذا الوباء هو أن لا شيء يبقى إلى الأبد. يمكن أن يختفي كل شيء في ثانية، لذلك يجب أن يكون المرء ممتناً في كل الأوقات. أنا ممتنة جداً للعديد من الأشياء في حياتي. أعتقد أنه خلال هذا الوباء، تعلمت أن أبطئ سير عملي، وأن أعيش في الوقت الحاضر أقل قلقاً لأن هذه مكونات أساسية لحياة سعيدة.
كأم لفتاتين جميلتين، كيف تصفين أسلوبكِ في التربية؟
لا أعتقد أن لدي أسلوباً معيناً أتبعه في الأمومة، فأنا أجرب ما يصلح لنا وما لا يصلح. لكل طفل احتياجات مختلفة، ابنتاي على سبيل المثال لديهما شخصيتان مختلفتان تماماً. أعتقد أن الأمر يتعلق بكيفية التعامل مع كل موقف بشكل مختلف. إذا كان هناك شيء واحد أحاول القيام به دائماً بصفتي أحد الوالدين فهو التحلي بالصبر، ومحاولة فهم نوبات غضب طفلتيّ، ودائماً ما أتحدث معهما كما لو كنت أتحدث إلى صديق يبلغ من العمر ٣٠ عاماً!
ما هي التحديات التي واجهتها لإيجاد التوازن بين العمل والحياة؟
أنا لا أؤمن بالتوازن بين العمل والحياة، لأنه غير واقعي. أعتقد أنكِ بحاجة إلى الأخذ والعطاء، فأنتِ تقومين بعمل جيد في بعض الأحيان، مما يعني أنك أقل حضوراً لعائلتكِ، وفي بعض الأحيان تكونين مكرسةً تماماً لعائلتكِ، وبالتالي فأنت أقل حضوراً في عملكِ، وهو أمر جيد تماماً لأنكِ تحتاجين إلى الأخذ والعطاء، ولا يمكنكِ فعل كل شيء مرة واحدة. لذلك، هذا هو التوازن بالنسبة لي. هذا السباق نحو الكمال هو غير واقعي وغير قابل للتحقيق.
وجهة السفر المفضلة في كل العصور؟
سويسرا.. لقد كنت أذهب إلى هناك منذ أن كنت طفلةً مع عائلتي، إنه بمثابة بيتي الثاني، أفتقده كثيراً وللمرة الأولى لم أستطع زيارة سويسرا منذ عامين. لقد كانت سويسرا مركزاً لتجمع عائلتنا، خصوصاً وأنني لا أستطيع رؤية أخي كثيراً الذي يعيش في كندا، وكانت سويسرا نقطة التقائنا.
أي مشاريع مثيرة في ٢٠٢١ يجب أن يعرفها متابعوكِ؟
حتى الآن لم أخطط لأي شيء، هناك بعض المفاجآت، ولكن لا يوجد شيء جاهز للكشف بعد، آمل أن تكون الأمور أكثر وضوحاً خلال الشهرين المقبلين