مجوهرات

ساعات المجوهرات... حين يتحوّل الوقت إلى فن خالد

Oct 29, 2025

No items found.

في عالمٍ تتغيّر فيه وظيفة الساعة من أداة لمعرفة الوقت إلى رمز للأناقة والجمال الشخصي، تقف ساعات المجوهرات على قمة هذا التحوّل، فهي ليست مجرد ساعات، بل قطع فنية تروي قصة من الماس والذهب والأحجار الكريمة. إنها مجوهرات تُرتدى على المعصم، لا لقياس الزمن، بل لتخليده.

من النظرة الأولى، يصعب أحياناً أن نُفرّق بين ساعة وقطعة مجوهرات راقية، إذ باتت الحدود تتلاشى بينهما في ظل ما تقدمه دور المجوهرات العالمية مثل Cartier، وVan Cleef & Arpels، وDior، وPiaget من تصاميم تتجاوز فكرة المينا والعقارب لتتحول إلى تحف مجوهرات مصغّرة.

في هذه القطع، تُرصّع الأساور بالألماس أو الياقوت، وتُخفي المينا خلف غطاء مرصّع يُفتح بخفة، كأنه سرّ من أسرار الأنوثة الذي لا يُكشف إلا بإذنها.
إنها ليست ساعة تُخبرك بالوقت، بل قطعة تذكّرك بأن الجمال هو الزمن الحقيقي الذي لا ينقضي.

ما يجعل ساعات المجوهرات مختلفة هو أنها لا تسعى إلى الدقة التقنية بقدر ما تحتفي بالفن والحرفية.
اختير كل حجر فيها، ليعكس الضوء بطريقة محددة، وكل انحناءة في التصميم تُحسب لتنسجم مع شكل المعصم وتفاصيله.

من التصاميم البارزة هذا الموسم، الساعات التي تتزيّن بسوار من الذهب الأصفر المرصّع بالماس، أو تلك التي تتدلّى منها زهور مرصّعة بالأحجار الملونة في حركة خفيفة كلما لامست الضوء.

بعض الإصدارات، قد يستغرق شهوراً من العمل اليدوي لإتمام قطعة واحدة، كأنها لوحة من الزمن مرسومة بالأحجار.
هي مجوهرات تتحرّك معك، تتنفس معك، وتذكّرك بأن الزمن، مهما مضى، يمكن أن يكون أنيقاً.

لم يعد من الغريب أن نرى أساور من الذهب الوردي أو الجلد الطبيعي المزخرف تُصمم خصيصاً لتطويق ساعات مثل Apple Watch أو Samsung Galaxy Watch، فتحوّلها من أداة رقمية إلى قطعة مجوهرات يمكن أن ترافق فستان سهرة أو بدلة كلاسيكية.

علامات عالمية ومحلية بدأت بإطلاق أغطية وسلاسل مرصّعة بالأحجار الكريمة أو أساور مخصصة من المينا والذهب لتتناسب مع الساعات الذكية، مانحةً التكنولوجيا لمسة أنوثة وتفرّد.
هكذا أصبح بإمكان المرأة أن تجمع بين الكلاسيكية والعصرية، بين نبض الشاشة ولمعان الألماس، في تناغم نادر يعبّر عن روح هذا الزمن المتجدّد.

ورغم أن ساعات المجوهرات وُلدت من رحم الكلاسيكية، إلا أن الجيل الجديد من المصممين والعلامات أضافت لمستها المعاصرة، فباتت القطع أكثر جرأة في الألوان والأشكال.
فبتنا نرى مزيجاً بين الألماس الأبيض والأحجار الملوّنة مثل الزمرد والتورمالين، وحتى اللؤلؤ الطبيعي في تصميمات حديثة تحتفي بالتنوع والفرح.
كما دخلت الأحزمة الجلدية الفاخرة أو تلك المصنوعة من الساتان في المعادلة، لتجعل الساعة قابلة للارتداء اليومي دون أن تفقد فخامتها.

وراء هذا الجمال الباهر تكمن هندسة معقّدة لا تقل أهمية عن الحجارة التي تزيّنها.
فالميكانيزم الداخلي في كثير من ساعات المجوهرات هو نفسه المستخدم في الساعات السويسرية الراقية، مع تعديلات دقيقة لتناسب الشكل والزخرفة.
إنها مزيج نادر بين روح الصائغ ودقّة صانع الساعات، حيث يلتقي العلم بالعاطفة في قطعة واحدة.

سواء كانت ساعة ميكانيكية مرصعة بالأحجار أو ساعة ذكية بأساور من الذهب، فإن الهدف في النهاية واحد، وهو أن نرتدي الزمن كما نرتدي مجوهراتنا.
أن نمنحه شكلًا يعكس ذوقنا، وأن نسمح له بأن يصبح امتداداً لشخصيتنا لا مجرد آلة.

ساعات المجوهرات، في كل أشكالها القديمة والجديدة، تذكّرنا أن الأناقة ليست في ما نملكه، بل في الطريقة التي نروي بها قصتنا عبر التفاصيل.
فقد يتوقف الزمن على المعصم، لكن الأثر الذي تتركه تلك القطعة اللامعة، لا يزول أبداً.