سارة بورتون تحتفي بالنساء الحقيقيات في حملتها الأولى مع جيفنشي

Aug 25, 2025

هل جاءت سارة بورتون لتملأ الفراغ الأنثوي الذي خلّفته مغادرة ماريا غراتسيا كيوري لدار Dior؟  

حملتها الإعلانية الأولى مع دار Givenchy توحي بذلك بوضوح. ففي حملتها الأولى للدار العريقة، أحاطت المديرة الإبداعية نفسها بفريق نسائي قوي. المصوّرة كولير شور، منسقة الأزياء كاميلا نيكرسون، وخبيرة المكياج لوسيا بيروني اللواتي اجتمعن مع بورتون لصياغة حملة تبدو حميمية وثورية بهدوء في آن واحد.

التفاصيل الحادة في الصور بالأبيض والأسود، تستعرض نخبة من أبرز أيقونات عروض الأزياء اليوم: أدوت أكيش، كايا غيربر، إيفا هرتزيغوفا، فيتوريا شيرتي، نْيادولا غابرييل، إميلين هوريو، وليو وين. ومع ذلك، فإن أكثر لحظات الحملة الملفتة للانتباه لم تأتِ من تلك الوجوه المألوفة، بل من إضافاتها المفاجئة لصور بورتريه لنيكرسون وبيروني وشور نفسها، حيث كانوا جميعهن جزء من المشهد.

في صناعة لطالما اقتصر فيها دور النساء على ما وراء الكواليس، تعيد بورتون توجيه الكاميرا إليهن، مُصرة على أن يُعترف بوجودهن وجمالهن إلى جانب عارضات الصف الأول. والنتيجة سردية إعلانية تنبض بالأصالة، وتحتفي ليس فقط بامرأة Givenchy بل أيضاً بالنساء اللواتي ينسجن عالمها.

قالت بورتون في بيان صحفي:  

"جمال كل امرأة مصدر إلهام بالنسبة لي، بمن فيهن فريقي. أردت أن أوثّق تلك اللحظات الحقيقية بين النساء اللواتي أعمل معهن ضمن فريق العمل، حيث نتشارك جميعاً في التجربة."

ويبدو أن قرارها بإبراز النظرة النسائية يكتسب اليوم أهمية مضاعفة. حيث مازال عدد المصممات والمديرات الإبداعيات في دور الأزياء الفاخرة الكبرى محدوداً بشكل لافت، وقد ازداد هذا الواقع حدةً بعد رحيل كيوري عن Dior. ورغم أن لغة التسويق في الموضة لا تتوقف عن التباهي بالتنوع والشمولية، إلا أن مَن يمسك فعلياً بزمام الأمور والقرار في أشهر العلامات التجارية ما زال يغلب عليهم الرجال.

في هذا السياق، تأتي حملة بورتون مع Givenchy أقل شبهاً بعملية دعائية براقة وأكثر شبهاً ببيان صريح، وهو تذكير هادئ، لكن مقصود بقوة النساء وذكائهن وتعدد وجوههن.

ومن خلال اختيارها الاحتفاء بجمال من أجيال مختلفة، نساء في العشرينات إلى جانب أخريات في الستينات، عارضات أيقونيات إلى جانب مبدعات خلف الكواليس، ترسّخ بورتون موقفها داخل حوار الموضة الأوسع.

هنا، لا يُنظر إلى التمثيل كموضة عابرة أو لفتة شكلية، بل يُنسج في صميم العمل. وبهذا، تعطينا لمحة عمّا يمكن أن يبدو عليه المستقبل لو أُعطيت النساء المزيد من الثقة لقيادة أعرق دور الأزياء الفاخرة.

لقد ازدهرت Givenchy في القرن الحادي والعشرين على جمالية أناقة ممزوجة بحدة. ومع بورتون كمديرة إبداعية على رأس الدار، أصبحت تلك الحِدّة مصقولة برؤية نسائية خالصة، رؤية تصرّ على الاحتفاء بالنساء ليس بما يبدون عليه فحسب، بل بما يمثلنه وبما يقدمنه.

وهنا لدينا تذكير هام وضروري بأن القوة الحقيقية للموضة لا تكمن في تحويل النساء إلى أساطير، بل في تكريمهن كما هن.