العقل الجمالي لدى لينا البكر

Oct 22, 2025

No items found.

لينا البكر مستشارة إبداعية سابقة، بنت عالمها على الحدس، الجمال، والهدف. هي امرأة تجسّد التناغم بين الانضباط والروح، حيث يتحول الإبداع إلى طقسٍ يوميّ يعيد تعريف الانسجام الداخلي.

تحكي رحلتها من أروقة التسوّق في الرياض إلى تشكيل الهويّات البصرية للعلامات التجارية، قصة امرأة في تطوّر دائم، امرأة ترى في الجمال أسلوب حياة، وفي الإبداع طريقًا لاكتشاف الذات.
من خلال رؤيتها الدقيقة للتصميم والأسلوب والتعبير عن الذات، تذكّرنا لينا بأن الجمال ليس ما نراه فقط، بل هو طريقة نعيش بها، ونبدع، ونتحوّل.

ما هو مفهوم السعادة الكاملة بالنسبة لكِ؟

السعادة الكاملة بالنسبة لي هي الانسجام بين الجسد والعقل والهدف. جسدٌ سليم، وجهاز عصبي هادئ، وحرية الإبداع كل يوم. سواء كنت أرسم، أو أزين، أو أضع استراتيجية، أو أطهو، أو أصمم مساحة، أشعر بحيوية لا مثيل لها حين أكون في هذا التيار الإبداعي. السعادة هي التدفق، ذلك الانسجام الهادئ الذي يتحرك فيه كل ما بداخلك وما حولك بإيقاعٍ واحد.

أي موهبة تتمنين امتلاكها؟

كل عام أتحدّى نفسي بأن أكون مبتدئة في شيء جديد. هذا العام هو الرسم، والتصميم، والتطريز. أتعلم كيف أترجم الرؤى في ذهني إلى واقع ملموس. أتمنى أن أصل لمرحلة تتحدث فيها يداي بطلاقة نيابة عن خيالي، حيث تتجسّد مشاعري بسلاسة على الورق أو القماش أو المانيكان.

لو استطعتِ تغيير شيءٍ في نفسك، ماذا سيكون؟

هذا الشيء دائمًا ما يمسني في الصميم. سأختار أن أُخفف من حدّة نزعتي للكمال، وأن أستسلم لجمال الوجود. أنا في مرحلة انتقالية، أتعلم الآن أن أترك الإبداع يقودني بدل أن أتحكم به. السعي إلى الكمال سلاح ذو حدّين أحيانًا، وقد يسكت الحدس. وأنا أتعلم تدريجياً كيف أسمح للعملية أن تكون غير كاملة وجميلة في نقصها.

إن عدتِ إلى الحياة من جديد، كشخص أو شيء ما الذي تودين أن تكونيه؟

أود أن أعود كمتدرّبة في مشغل عز الدين علية. أن أشاهد طريقته في الإبداع - "السرقة بالعينين" كما يقول الإيطاليون – ستكون حلمًا يفوق الوصف. هناك قدسية في مراقبة شخص يبدع بدافع الغريزة والإخلاص، تعلم من الصمت، والتقدير، والحضور، لا يمكن لأي مدرسة أن تقدمه.

ما أغلى ما تملكينه؟

ليس شيئاً ماديًا، بل طقس تأملي الصباحي. أمارسه منذ خمس سنوات، وأصبح ملاذي الثابت. أينما كنت في العالم، يعيدني إلى ذاتي. لحظة سكون تسبق اليوم، تذكرني أن السلام لا يُكتشف بل يُزرع.

أغنيتكِ، كتابكِ، وفيلمكِ المفضل؟

سؤال صعب لأن ذوقي يتغير مع فصول حياتي. أحيانًا أبدأ صباحي مع فيروز، وأحيانًا مع فرانك سيناترا، وأحيانًا وحده باد باني قادر على إيقاظ شيء ما في داخلي! الأمر ذاته ينطبق على الكتب والأفلام، أختار ما يعكس اللحظة التي أعيشها. الفن بالنسبة لي غذاء للروح، أتناوله بما تشتهيه روحي في حينها.

ما هي أكثر صفة تميزكِ؟

صمودي، ووفائي للعيش بأصالة وتميّز. أعمل باستمرار على تطوير نفسي، بانضباطي، بطريقة تعاملي مع من أحب، ومن خلال عملي الإبداعي. أؤمن بتحدّي ذاتي يوميًا، لا بحثًا عن الكمال بل عن التطور.

ما الذي تقدّرينه أكثر في أصدقائكِ؟

هناك مقولة أحبّها تقول: "أنت متحفٌ لكل من أحببتهم."
أصدقائي هم معماريي كياني، ترك كلٌّ منهم بصمة من القوة، والضحك، والإيمان. أقدّر دعمهم غير المشروط، والطريقة التي يعيدون بها تعريفي بنفسي حين أنسى من أكون. الحب في الصداقة نادر، لا يطلب شيئًا لكنه يمنح كل شيء، وأنا أعتز بذلك.

ثلاث كلمات تصفين بها نفسك؟

منضبطة، حدسية، وعاشقة للجمال بكل أشكاله. أتحرك بالنظام، لكن بدافع من الشعور، ساعية دومًا للتوازن بين الالتزام والرغبة.

أكثر ما يُلهمكِ؟

أشعر بالإلهام حين أكون في خضمّ الإبداع. عندما تبدأ الفكرة بالتبلور بين يديّ، سواء كان ذلك رسمٍاً، أو تصميماً، أو تصوّراً لمفهوم جديد أشعر بطاقة تشبه الكهرباء. إنها سحرٌ صامت يبقيني على قيد الحياة، لا شيء يضاهي اللحظة التي يلتقي فيها الخيال بالواقع.

المكان الذي تحلمين بزيارته؟

اليابان. أنجذب إلى انسجامها، إلى الجمال الذي يسكن في الصمت والتفاصيل. تبدو لي مكانًا يلتقي فيه الانضباط بالروح، تمامًا كما أتمنى أن أعيش وأبدع.

رحلتكِ المفضلة؟

رحلتي الحالية التي أخوضها الآن، رحلة التحوّل. هي رحلة لقاء المرأة التي حلمتُ أن أكونها يومًا. كل فصل يكشف عن طبقة جديدة، عن نعومة جديدة، عن قوة أعمق. لا يتعلق الأمر بالوصول، بل بتذكّر من كنتُ دائمًا.

أيقونة أسلوبكِ؟

ليس لديّ أيقونة واحدة. أستلهَم باستمرار من النساء اللواتي يرتدين ما يشعرن به، لا ما يفرضه الاتجاه الرائج. الأناقة بالنسبة لي طاقة، إنها ثقة هادئة لامرأة تعرف نفسها جيداً.