توري بورش تُعيد تعريف الأناقة الأمريكية في ربيع وصيف 2026

Sep 22, 2025

No items found.

مقالات رشا الصباح

لا شك أن عرض توري بورش لموسم ربيع وصيف 2026 في نيويورك كان واحداً من العروض التي تجعلكِ تعيدين التفكير في معنى الأناقة اليومية. التشكيلة لم تكتفِ بكونها جميلة بصرياً، بل بدت وكأنها تحمل حواراً بين الرومانسية والعفوية من جهة، والدقة والحرفية العالية من جهة أخرى.

أكثر ما لفتني هو قدرة بورش على إعادة صياغة الأزياء الرياضية الأمريكية بلمسة أنثوية راقية، من قمصان البولو والمعاطف المطرية، إلى الفساتين ذات الخصر المنخفض المستوحاة من عشرينيات القرن الماضي. شخصياً أحببت فكرة "العيوب المصممة بعناية"، أطراف تبدو مهترئة ولكنها في الحقيقة مصنوعة لتدوم، وكنزات بولو لامعة كأنها خضعت لعملية ترميم فني. هنا بالذات يكمن سر جاذبية التشكيلة، الجمع بين العفوي والمُتقن.

أما الأقمشة، فقد بدت وكأنها تروي قصة من الماضي والمستقبل معاً، من الصوف الفاخر والحرير الممزق إلى الجلد المعتّق الذي منح الحقائب والأحذية شخصية فريدة. عودة حقيبة Lee Radziwill بحلتها الجديدة كانت لحظة مؤثرة، بينما خطفت حقيبة Romy الأضواء بجمالها الكلاسيكي.

في قسم الأحذية، لا يسعني إلا أن أتوقف عند الصنادل المرصعة باللآلئ والخرز الباستيلي، تفاصيلها الدقيقة أعادتني إلى أجواء الخمسينيات لكن بنَفَس عصري. أما المجوهرات فكانت الامتداد الطبيعي لهذه الروح، أقراط وعقود تتراقص مع الضوء وكأنها تكمل قصة كل إطلالة.

العرض نفسه، في قلب نيويورك، كان جزءاً من التجربة. الأجواء الموسيقية التي صنعها Wladimir Schall أضافت بعداً دراميّاً للتشكيلة، جعلتنا نعيش مع كل قطعة إيقاعها الخاص.

باختصار، قدّمت توري بورش مجموعة تبدو مألوفة لكنها جديدة، بسيطة لكن مترفة، عملية لكنها حالمة. بالنسبة لي، هذه التشكيلة ليست مجرد أزياء، بل انعكاس لفلسفة ترى الجمال في التناقضات، وتحوّل الذكريات الشخصية إلى لغة عابرة للزمن.